الفصل السادس عشر

3.1K 272 132
                                    

أومأت برأسها إيجاباً بهدوء .. فهذا سيكون أفضل من أن يعلق صغيرها مع ديريك وشقيقه الأحمق .. وجدت نفسها بين أحضانه مُجدداً لتستمع إلى صوته الذي عشقته دائماً :" لا داعي للقلق , أثق بأنكِ قادرة على تجاوز أي شيء "

تشبثت به بقوة قبل أن يسمعا صوته الساخر المقيت :"أنتما الإثنان يمكنكما الإلتقاء بالعالم الآخر  "

ابتعد يوجين عن إينوري قليلاً ليقف بجانبها وقد اختفت ابتسامته واختفى صفاء عينيه وهو يرى إينوري الغاضبة لينظر لمُحدثهما بكل حده وعدائية .. ازدادت ابتسامته الساخرة ليتحدث شقيقه بذات النبرة :" يوجين ألا ترى أنك تقف الآن وسيدي الحاكم هُنا يفترض بك إظهار القليل من الاحترام "

ابتسم بشيء من السخرية دون أن يعلق على كلامه إلا أن الحاكم تحدث بصوت هادئ :" يوجين أظن أنه يجب علي أن أعترف بأنني أقدر فيك ذلك الوفاء الذي تحمله في داخلك .. ديريك وأليكسس ألم تنتبها يوماً إلى المحيط الهادئ الذي يحمله في عينيه .. ألم تشاهدا تلك العاصفة التي تحدث في عينيه عندما تحاولان الاقتراب من جين وإينوري ؟ لا يهمه حقاً أن يتأذى هو بقدر ما يغضب وبشدة إن تجرأ شخص من المساس بالأشخاص المُهمين له حتى لو بكلمة ! "

كان الحاكم قد أمسك بذقن يوجين بهدوء وهو ينظر في عينيه الهادئتين .. ابتعد عنه وهو يشعر بيد الصغير تبعده ليبتسم بهدوء وهو يردف :" وبالتأكيد رولند أيضاً ضمن قائمة المحظورين أليس كذلك يا صغيري ؟"

بقي رولند ينظر له بقلق وشيء من الخوف فهو قد فهم من حركته السابقة أنه ينوي إيذاء والده .

ابتعد الحاكم عن المكان ليكمل سيره بينما اقتربت آنجلي من رولند بقليل من التردد لتحمله بهدوء ومن ثم نظرت لأختها ولمسة من الخوف قد احتلت وجهها إلا أن إينوري ابتسمت بهدوء وهي تتحدث مع رولند :" لا تسبب الإزعاج لخالتك أتفهم ؟"

أومأ برأسه إيجاباً وهو ينظر لها بشوق فهي دائماً ما تأخذه لأماكن للعب أو تناول الكعك و الحلوى .. ابتسم يوجين أيضاً لهما وراقبهما وهما يتوجهان نحو الساحة الخلفية للقصر .
بعد مرور ما يقارب الساعة والنصف لم يتبدل الحال كثيراً فها هُما إينوري ويوجين يجلسان معاً في الحديقة بينما يجلس البقية في غرفة الاستقبال أما آنجلي و رولند فقد كانا يجلسان في الحديقة الخلفية للقصر .

كانت آنجلي تحمل بيدها قصة مصورة ورولند يجلس بجانبها وهو مستمتع برؤية تلك الصور الملونة ولكن ابتسامته اتسعت عندما أخرجت عُلبة من الألوان وأعطته دفتر لرسم و التلوين , راقبته هي بهدوء وابتسامة حزينة تعلو شفتيها فهذا الصغير لم يعد قادرا على التحدث بسبب الخوف من تلك الحادثة وقد قال الطبيب أنه ربما يستعيد صوته عندما يتعرض لموقف مُشابه أو ربما عندما يكبر وينسى ما حدث .. إنها تشعر بالحزن لأجله أيضاً فوالده سيختفي من حياته بالرغم من أنه متعلق به للغاية .. تنهدت بحزن وتعب إلا أنها شعرت بحركة غريبة من حولها جعلتها تنهض وهي تنظر حولها بحذر فهي في هذا المكان بلا حراسة ولم تخبر أي أحد عن مكانها !

 ~ روابط القدر ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن