الفصل الخامس والعشرين

2.7K 277 88
                                    

بذلك المقهى الذي توجه له أندرو حيث كان يجلس على أحد المقاعد بغرفة العاملين وأثار الصدمة مازالت ظاهرة على وجهه بينما تلك الفتاة ذات التاسعة عشرة من العمر تقف أمامه وعيناها الخضراوتين تذرفان الدموع بينما تضع إحدى يداها على فمها و الأخرى تبعد بها بعض من خصال شعرها الأسود الطويل عن وجهها وقد تحدثت بصوت حزين :" لكنه لم يخبرني عن ذلك أبداً , أندرو كيف تمكنت من فعل ذلك .. أعني أن تحاول قتله وتتخلى عنه ! "

شد على قبضة يده وهو يقف ليتحدث محاولا الدفاع عن نفسه :" أنتي لم تشهدي على ما حدث في ذلك الوقت فهو من فعل هذا , أعني هو من ابتعد , كما أنني لم أحاول قتله بل هددته فقط بذلك ! "

أخفضت رأسها بحزن شديد وقد أجابته بينما كانت تسير للخارج :" لكنك صديق طفولته وكان يجدر بك أن تثق بأن رولند ليس من الأشخاص السيئين , ولن يفكر بإيذائي فهو من أنقذني وأخذني للمشفى إلا أنه تمكن من تزييف هويتي وإحضار وثائق مزيفة عن موتي حتى لا يبحثوا عني "

غادرت تلك الفتاة الغرفة لتترك أندرو الجالس بصدمة وألم شديد وهو يهمس لنفسه :" لما فعلت هذا رولند ؟ أعني أنا منذ البداية أدرك أنك لم تكن لتسبب لها القتل لكن لما أخفيت حقيقة إنقاذك لها ؟ لماذا فعلت المستحيل لإبعادي عنك رولند ؟ لماذا يا صديقي ؟ "

نهض وقد رسم الحدة على وجهه , الآن لن يكون الأمر سهلا أبدا ولكنه لن يستسلم فقط .

****

  مضت الفترة التالية بهدوء نسبي بحيث كان كل من جينيفر و إيثان وريو وإيمليا و ريكس و آريان وحتى لورانس مشغلون بتقديم إمتحناتهم .. بينما رولند يحاول الاعتذار عن تلك الزيارة للقصر أو على الأقل استثناء آريان منها .. أما أندرو فقد عاد إلى رولند وقد استمر بالاعتذار له في كل وقت يتقابلان أو بكل خدمة يقدمها له بينما الأخير يتجاهله أو يجيب برسمية شديدة فقط !

****

وأخيراُ وبعد مضي أسبوعان تقريباً كان طلاب المدرسة يقفون بالساحة أو بالصفوف بينما يلتقط بعضهم القليل من الصور التذكارية وآخرين يودعون بعضهم البعض , وهناك وقفت كل من جينيفر وإيثان برفقة ريو وريكس وإيمليا !

نطق إيثان بكل حقد وإنزعاج :" لماذا حقا هذان الإثنان يقفان هنا ؟"

عبست جينيفر بينما نطق ريكس بهدوء :" ليس وكأننا نرغب برؤية وجهك الكريه ماكس لكن علي أن ألقي التحية على جوليا ومن ثم من يعلم ربما تخفق العملية ونرتاح من وجهك للأبد ! "

أمسك ريو به من ياقة قميصه بينما ينطق بكل حقد :" أغلق فمك أيها الوغد وإلا سأرسلك للجحيم الآن ! "

 ~ روابط القدر ~Where stories live. Discover now