قرية بالاس ✔️

837 28 42
                                    

كانت قرية صغيرة منسية ... قرية لا توجد حتى على خريطة هذا العالم ... ففي الاغلب لا يعرف هذاالعالم بوجودها ... قرية اهملها الزمان .. و لم يهتم بها الا من فيها ، مما يوضح صغر الاهتمام ؛ حيث لم يسكن بها سوى عدد لا يتخطى بضعة آلاف بالتأكيد و في كل العصور

و لكن على الرغم من ذلك فتلك القرية الصغيرة المنسية هي المكان التى بدأت فيه حكايتنا ...

في قرية ( بالاس) الضئيلة ، القابعة على جزيرة صغيرة يحاوطها البحر الهائج من جميع النواحي ، عاش الناس في ود و تعاون و ألفة ، لا يعرف كل من فيها إلا أنفسهم ، فكما أهمل العالم تلك القرية .. أهملت تلك القرية العالم ، فقد كان الناس مكتفون بقريتهم لا تتعدى معرفتهم ببقية الأرض حدود تلك القرية

ربما لم يعرف أهل (بالاس) ذلك و لكن لقد اتصف الرجال منهم بالوسامة الشديدة ، فقد كانت بشرتهم بيضاء كالثلج و عيونهم زرقاء صافية وشعرهم أشقر ناعم و ملامحهم تشع وسامة ، و على العكس تماما ، كانت نساء القرية قبيحات دميمات ، لا يشتركون مع رجالهم سوى في بياض بشرتهم و لكن ملامحهم أقل ما يقال عنها أنها غير متناسقة فكانت الأنف دائما كبيرة و العينان متباعدتان و الفم مائل للاعلى قليلا ، و كأن ذلك لا يكفي ...

فقد كان من تقاليد تلك القرية أنه عند ولادة أي فتاة يقومون بجرهها جرحا كبيرا يقطع وجهها بزاوية و يشوه جميع ملامحها و كانوا يقيمون احتفالا بتلك المناسبة يسمى احتفال " التمييز" و قد كانت بعض النساء يمتهن مهنة المميزات و يتقاضون عليها أجر لا بأس به ، و قد كان بعضهن أفضل من الأخر فيميز الفتيات بأشكال جروح مختلفة و متعددة تتفاخر بها الامهات و الفتيات على حد سواء .

باختصار لم يكن هنال أسوء من نساء (بالاس) و لكنهم بالطبع لم يعرفوا ذلك

لأنهم ببساطة لم يروا أناس آخرين ليقارنوا بينهم و بين أنفسهم

و( التمييز) لم يكن التقليد الوحيد الظالم لنساء القرية فقد كان نساء القرية لا يملكون الحق للتعليم أبدا ..

في الواقع لم يكن هناك قانون يعاقب على تعليم النساء و لكنها أصبحت عادة متداولة حتى أصبحت النساء لا يتسائلن عن سببها و لا يشعرن بالظلم منها أو انهن محرومات من اي شيء فقد كان في ظنهن أن هذا الشيء فقط للرجال تماما مثل ارتداء الكنورا -و هو الزي الرسمي لرجال القرية و هو عبارة عن قطعة من القماش تلقى باستهتار على الكتفين و سروال قصير يصل لبعد الركبة .

كان التعليم في تلك القرية أقل ما يقال عنه أنه متواضع فالمدرسة الاساسية عبارة عن مساحة ضئيلة محاطة بسيقان القصب يذهب اليها الفتيان من سن الثامنة تقريبا يتعلمون فيها في السنة الاولى القراءة و الكتابة ، ثم يتعلمون في السنة الثانية الحسابات ، و في السنة الثالثة يدرسون كتاب أقوال الحكيم "زورا"- الذي كان بمثابة الكتاب المقدس . أما في السنة الرابعة و الأخيرة يأخذون " البقاء " و هي مجموعة من الدروس الأساسية التى تمكنهم من البقاء على قيد الحياة مثل كيفية استخدام الحبال و الزراعة و النجارة و معرفة الأعشاب الضارة من الجيدة و هكذا ..

The Moon stones | أحجار القمرWhere stories live. Discover now