آرا✔️

203 19 2
                                    

كان صوتا هادئا و مخمليا .. صوتا يجعلك تريد ان تغمض عينيك و تستمع اليه لبقية حياتك ..

" أهلا بك ايتها الأميرة . لقد اشتقت اليك "
ازداد ارتجاف بيرسلنت و التفت ذراعاها حول جسمها في قوة من شدة الرعب ..

" من هناك ؟ " صرخت و هي تتلفت حولها في عنف

جاء الرد على سؤالها في نعومة مخيفة : " أنا خادمك و صديقك و اذا لزم الأمر عدوك "

كادت الفتاة أن تجن ، عيناها تقفزان من مكانهما أثناء تفحصها للأطراف حولها . لقد كانت تجلس على صخرة في منتصف البحر .. لا يوجد أي انسان غيرها ، فمن يحدثها الآن!

"أظهر نفسك الآن " لم يخرج صوتها قويا كما أرادت .

تحركت موجة في هدوء من البحر و لكنها بدل من أن تسري في مسارها المعتاد جهة الشاطيء .. انحرفت نحو اليسار جهة الصخرة التي اجلس فوقها بيرسلنت . حملت الموجة المتمردة نبات السينا فوقها و ارتفعت قليلا لتقف تماما امام وجه الفتاة التى ظلت تحملق دون ان تحرك ساكنا .

ترددت قليلا ثم سألت ما ظنته أهم سؤال حاليا : " اذا هل أنت الآن صديق أم عدو ؟ " .. انتشر سؤالها في الهواء حولها ثم جاءت الاجابة ..

" صديق "

" من أنت ؟! " سألت في شيء من البلاهة و لكنها لا تستطيع ترتيب أفكارها الآن .. كل ما تفكر فيه . أنه اذا كانت ستجن فعلى الأقل فلتستمتع بذلك قليلا ..

" اسمى آرا . أنا البحر " تردد صدى تلك الجملة المهيبة حولها فأغمضت عينيها محاولة أن تستوعب ما يحدث حولها.

" ماذا تريد مني يا آرا ؟ " قالت في خوف

" انتي التي تريد " بدا الصوت غاضبا قليلا و ما أثبت ذلك أن تلك الموجة التي كانت تقف حاملة السينا هجمت على بيري فبللتها تماما و تركتها ترتجف أشد من أي وقت مضى . نظرت بيري الى الاسفل فوجدت النبتة تستقر في حجرها بالظبط ..

لم تعرف ماذا يمكنها أن تقول الآن.. " شكرا لك "

لم يجب آرا .. و لكن بدأت الأمواج تهدأ و الانفلاج الذي حدث منذ قليل لم يعد ظاهرا ...

نزلت بيري ببطء من على الصخرة و قطعت طريقها في مشقة الى أن وصلت الى الشاطىء .. كان ملابسها تلتصق بجسمها و أنفساها تخرج و تدخل الى جسمها المرتجف كالسكاكين تمزق أحشائها .

بعد أن أخذت بعض خطوات في اتجاه العودة .. تسمرت في مكانها ثم استدارت في حدة و صرخت " آرا "

لم تسمع أي رد .. كل ما تسمعه هو دقات قلبها

" آرا .. هل تعرف مكان أمي ؟ " صرخت في يأس بين أنفاسها المتهدجة ..

" آرا . هل تعرف مكان أمي ؟! " كررت سؤالها مجددا و هي تبكي هذه المرة " أرجوك " .

" لا أعلم " ارتطمت تلك الكلمات بوعى بيرسلنت فخانتها ساقاها و سقطت على الشاطىء بعد أن انطفىء نور الأمل الذي أضاء حياتها لثانيتين أو أقل .. ظلت فترة تبكي خافية وجهها بيديها ..

The Moon stones | أحجار القمرWhere stories live. Discover now