الرحيل ✔️

110 10 0
                                    

"نعد الحقائب ؟! هل سنرحل فورا ؟ " تسائلت بيرسلنت باندهاش و هي تراقب بيتر الذي يدور حول منزلها متفقدا اياه ..

" و لكن -"

" لا يوجد و لكن " قاطعها بيتر بصرامة " الا تريدين انقاذ والديك ؟" اقترب منها عدة خطوات

بلى و لكن -" أجابت و عينيها تنظر في كل مكان الا هو
" ألا تريدين مني أن أرافقك ؟" اقترب أكثر

" بلى و لكن -"

" أنا لا أحب الانتظار يا صغيرة " قال و هو على بعد خطوة واحدة منها و ملامح وجهه تشع غضبا كالعادة . " أحب أن ينتهى هذا الأمر سريعا. و فقط كي تعرفي سأوصلك لأول مملكة ثم أعود "

" ماذا تعني ؟ " وجهت بيرسلنت عيناها له بانبتاه

" أعني ما سمعتيه ؛ سأساعدك فقط على الخروج من حدود عالم البشر ثم سأتركك لتدبري أمورك بنفسك "

" لن أستطيع .. أنا أحتاجك " حاولت ان تخفي رعبهها و لكن نجح القليل منه في هز نبرتها

" و لكن انا لا أحتاج أي من هذا " قال بابتسامة ساخرة ثم استدار و استلقى على سريرها و طوى ذراعيه خلف رأسه

بالكاد استطاعت ان تخفي دموعها و هي تنظر اليه مستلقى غير مهتم بالأعباء الملقاة فوق عاتقها . فلقد ظنت أنه خلاصها ، ظنت انه الأمل . من كانت نبوءة آرا تقصده ، و لكنه فقط مغرور للغاية .

استدارت و أعطته ظهرها كي تمسح وجهها و تسيطر على أعصابها بينما اختلس هو نظرة خاطفة لكتفيها المنحدرتان و لكنه عاد و أغمض عينيه بشدة .

" حسنًا بيتر ، سنرحل غدا عند حلول الصباح " تنهدت باستسلام " ساستغل هذا الوقت في صنع بعض الترياقات و تجميع الكتب و الملابس ... سأطلب من ريمون أن يحضر لنا أسلحة و-"

" هل تستطيعين استخدام الأسلحة ؟ " قال بسخرية لم تستطع تجاهلها فرفعت أنفهها عاليا و جاوبت بقوة :

" لقد تعلمت استخدام السيف و ايضا رمى السهام "

ضحك بخفة على كبريائها و لكنه لم يعلق و اكتفى بالتململ في الفراش حتى استلقى على جانبه و واجهها بزرقاوتيه و لسبب ما لم تستطع أن تنظر بعيدا ..

" اذهبي و احضري طعاما " قال بصوت خفيض

" توقف عن أمري " قالت بحدة و ما زالت عيناهما يتبارزان بتحدي " و قد أحضرت لك طعاما بالفعل و لكنك رميته على الأرض ، أتذكر ؟" قالت بابتسامة سخيفة

"كان هذا بالفعل تصرف طائش منى " قال بخفة ثم ابتسم ابتسامة اخذت انفاسها و جعلتها تمسك طرف ثوبها بتوتر ثم حافة الطاولة ثم انطلقت خارجة من المنزل لتبحث له عن طعام قبل أن يتوقف قلبها عن النبض .

تسائلت كثيرا و هي في طريقها للسوق لمّ بيتر يؤثر عليها بهذا الشكل المفرط و لكنها توصلت في النهاية الى حل أرضى عقلها -و ليس قلبها - أنه من الطبيعي أن تتأثر بوحش أسطوري سىء الطباع و ارتاحت ان تعزي تصرفاتها معه الى التوتر .

The Moon stones | أحجار القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن