السيدة ✔️

79 7 4
                                    

بدا لها و كأن هذا الجسر الرفيع و كأنه الجسر الى الموت .. لا مفر من الموت هنا .. بالتأكيد ستقع و ستنتهي رحلتها قبل أن تبدأ.
نظرت يمينا الى ريمون الذي لم يبدو أقل رعبا منها ثم نظرت يسارا الى بيتر الذي كان ينظر شاردا نحو تلك القلعة الوردية القائمة على الجزيرة في الطرف المقابل لجسر الهلاك هذا ..

" هيا يا أصدقاء " هتف مارو بمرح فوق صوت الرياح ثم أخذ يقفز برشاقة ظبي صغير فوق الألواح الخشبية المعلقة .

ازدردت بيرسلنت لعابها بجلبة و نظرت الى بيتر في توسل عله يعرض عليها المساعدة و لكنه لم يلتفت اليها حتى و توجه ليخطو أولى خطواته فوق الجسر .

" بيتر .. انتظر " همست  و هي تحاول ان تجمع شجاعتها و تدفع بساقها المرتجفة التى أقسمت على عدم مفارقة الأرض الصلبة .

كان ريمون بجانبها يحارب نفسه هو الآخر عندما تفاجئت ببيتر و قد عاد لهما بعدما قد كان بلغ منتصف المسافة.

" ماذا تريدين ؟"  قالها بحنق أربكها قليلا
" ماذا تقصد؟"
" لقد أخبرتني أن انتظر"
" هل سمعتني ؟" توسعت عيناها الزرقاء بعجب
" أستطيع أن أسمع كل شيء تقولينه " تمتم بغضب مرعي و قد عبر عيناه لون أحمر خاطف جعل الفتاة تتراجع للوراء قليلا . وضع ريمون يده على كتف بيتر في تحذير .. لم يسمع الحوار بالكامل بسبب الرياح و لكن منظر بيتر كان لا يوحي بالخير

كانت تريد ان تسأله عن المزيد و لكن الطريقة التي يحدق بها في غضب ألجمتها و بالكاد دفعتها على مشارف الانهيار في ظل كل ذلك التوتر الذي تشعر به .

" حسنا بيتر ، لا تغضب " اهتزت نبراتها و هي تتحدث بخفوت .. فزال اللون الأحمر من عينيه تماما و عادت الى برودهما الثلجي .

" أنا فقط .. " ترددت قليلا ثم أخذت نفسا لتهدأ نبرتها المرتجفة " نحن .. يعني أقصد أنك .. "

" اخبريني " أمرها بهدوء و قد ثبت عينيه عليها ..

" نحن لا نستطيع عبور ذلك الجسر يا بيتر .. سنهلك بالتأكيد ، ألا توجد وسيلة اخرى ؟ " تكلمت دفعة واحدة و لكن طارت كلماتها مع شعرها في مهب الريح و لم يسمع منها ريمون شيئا الذي أشار لها لتعيد ما قالته ، و لكن بيتر سمعها ثم نظر اليها و نظر للجسر أمامهم .

" كنتِ ستقدرين لو أنك حاولتِ" رفعت عينيها له بسرعة بعد سماع كلماته و لكنها لم تجد في نبرته او نظرته اي علامات السخرية .. " لا يوجد طريق آخر " أشاح وجهه عنها

" و لكن لا أستطيع " هتفت في يأس .
تدخل ريمون بعد ان فهم محور الحديث قائلا :" لا يستطيع اي بشري النجاة من فخ الموت هذا" .

" ماذا تتوقعين مني أن أفعل ؟ هل احملك على ظهري ؟" ها قد عادت سخريته مجدداً .. "سأذهب الآن ، أراكي على الجانب الآخر " قالها ثم انطلق مجددا بعد ان لوح لها بابتسامة مغيظة .

The Moon stones | أحجار القمرUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum