الرحيل ٢ ✔️

105 9 0
                                    

انتهت بيرسلنت من اعداد كل شيء و وضعته بجانب باب منزلها .. فقد وضعت الكثير من الملابس و الترياقات و الزاد . لم تكن لديها فكرة محددة عن طريقة و مدة السفر و لكنها قررت الا تفكر في الأمر كثيرا و تضع ثقتها في بيتر

تبقى القليل على غروب الشمس و قررت استغلال هذا الوقت الهادى في التسلل من خلف بيتر و خارج الباب لتذهب الى الشاطي مجددا . لم يكن مراداها هذه المرة التحدث الى آرا و لا البحث عن نبتة السينا و لكنها كانت تبحث عن ذكرى طفولتها القديمة .

فأمام الموج الصامت ، كانت ترتفع بعروشها الكثيفة و أوراقها الزاهية و ساقها المختالة .. شجرة بيربيت .

الشجرة التى اعتادت اللعب تحت ظلالها عندما كانت صغيرة و التى ظلت كحافظة أسرارها خلال سنوات بلوغها و ازدهارها . لطاما أحبت بيري تلك الشجرة بشكل خاص ؛ كأنها عرابتها السحرية .

هي من أطلقت على تلك الشجرة اسمها ، لم تتذكر كيف او لماذا تماما و لكنها تتذكر انها منذ تلك اللحظة أصبحت لا تفارقها ؛ تجري عليها كلما حدث جديد في حياتها يؤلمها أو يسعدها.

أمالت بيري رأسها فوضعت جبينها و كفيها على ساق الشجرة و أغمضت كأنها تطلب من القوة التي تحميها خلال تلك الرحلة الغامضة التي هي مقبلة عليها ..

مرت بضع دقائق ، قبل أن تحس بيرسلنت بضوء الشمس ينير طرف عينيها فقررت أنه حان وقت العودة .

عادت بيرسلنت لمنزلها لتجد بيتر يقف متجهما قبالتها و ريمون يندفع باتجاهها فيهزها من كتفيها بقوة ليست قليلة

" أين كنتِ بيري ؟ " صرخ ريمون و هو يزيد من قبضة يديه على كتفيها فحاولت بيرى كتم الألم الذي اجتاحها و هي تجيب بنبرة أرادتها عادية

" اهدأ قليلا . لقد ذهبت للشاطىء قليلا لأصفى ذهني "

" كان عليك اخبار أحد ما ! لا يمكنك فقط الذهاب هكذا "

" لقد كان بيتر نائما " قالت و هي تخطف نظرة لبيتر الذي كان ينظر اليها متفحصا " و ظننت أنك لن تعود حتى وقت لاحق فقررت أنى سأذهب و سأعود سريعا "

اتجه بيتر نحوها بملامحه المتجهمة و أزاح يد آكون الغارزة في كتفيها فأحست بالراحة على الفور و زفرت نفسا لم تكن تدرك أنها تكتمه .

" لقد ظننا أنك اختفيت مثل لونا" قال بسخرية .

" لقد ظننت ذلك وحدك " تحدث ريمون بسرعة و هو ينظر لبيري بتردد و أجابه بيتر بنصف ابتسامة .

" أيا كان " قالت بارهاق فلم يكن لديها طاقة لتتشاجر مع بيتر " هل وجدت الأسلحة ؟" وجهت حديتها لريمون و هي تدلك كتفهها لم تكن تدري أنه بتلك القوة أو ربما هي بذلك الضعف .

" نعم " قال و هو يزيح لفافة مربوطة بحبل على ظهره و يضعها برفق على طاولة الطعام . ثم يفتحها أمام ناظري بيرسلنت و بيتر .

The Moon stones | أحجار القمرWhere stories live. Discover now