لعنة العيون✔️

275 21 4
                                    

مر شهران منذ اختفاء والدة بيري توقفت خلالهما عن الذهاب الى المدرسة بعد أن أخذت شهادة المدرسة الأساسية . كان دوما من أحلامها أن تذهب الى المدرسة الكبيرة و تنضم لسلك الشافون مثل والدها و لكنها لم تقوى على تحقيق أي من هذا رغم محاولات بعض الاساتذة من كبار القرية باقناعها بالعكس لكنها كان جل ما تريده هو البقاء في المنزل للأبد و قد فعلت . و لمدة شهرين لم يطرق بابها أحد من أهل تلك القرية اللعينة الا صديقها الوحيد "ريمون"

كانت تسميته صديقا مبالغة و لكنه اقرب ما يكون الى ذلك .. لم تكن بيري تملك أي أصدقاء أو معارف سواه .

كان ريمون صديقها منذ الطفولة فقد كان يعمل مع والدها منذ التاسعة من عمره و كان والدها يعطيه مبلغا طائلا بالنسبة لطفل يتيم ، فقد توفي والده أثناء البحث عن الفحم قبل ولادته و توفت امه عند ولادته و منذ ذلك الحين و هو في دار الرعاية بالقرية. لذلك كان مخلصا لتوبيان أشد الاخلاص و أصبح ذراعه الأيمن في الطاقم عندما اشتد بدنه.

تعرفت عليه منذ اليوم الاول و مازالت الى الآن تبتسم عندما تتذكر وجهه الخجول المائل الى الحمرة عندما قدم اليها بعض "الهيان" _وهي الحلوى الرسمية بالقرية تتكون من السكر و الدقيق و بعض الزبيب _ و قال لها في صوت منخفض : " أيمكنني أن أصبح صديقك ؟ " .فقد لاحظت بيرسلنت على الفور أنه مختلف عن الصبية الآخرون ؛ فهو لم يتقرب منها بدافع الفضول . فقد ساندها دائما و دافع عنها رغم صغر سنهم فقد علمت أنه سيكون "الشجعان" بكل تأكيد لو حالفه الحظ للدخول الى المدرسة .

تتذكر بيرسلنت بكل وضوح ذلك اليوم عندما كانا في الطريق الى منزلها ، قامت فتاة ضخمة الحجم 'من غير قصد ' بدفع بيرسلنت على الأرض . لم يكن "آكون" من محبي العنف ، بل كان ممن يفضلون الحيلة و المكيدة و كان ذلك منطقيا نظرا لضآلة جسمه . لقد همس لها و هو يساعدها على النهوض و ينفض الغبار عن ملابسها : " لا تخافي . سأجعلها تدفع ثمن ذلك " . ثم قام 'بدون قصد ' بالاصطدام بالفتاة الضخمة و سكب ترياق البصل كريه الرائحة على يديها و قدميها . لقد ظلت الرائحة مصاحبة للفتاة المسكينة أسبوعا كاملا و لم تستطع التخلص منها بأي وسيلة كانت مما أدى الى نفور معظم اصدقائها منها . و رغم أن بيرسلنت عاتبت ريمون على تلك الفعلة عتابا شديدا و طلبت منه ألا يكررها إلا أنها كانت في الحقيقة مسرورة و تشعر بالأمان الى جواره و قد ظل هذا الشعور على حاله الى الآن .

كانت مثل تلك الحوادث " الغير مقصودة" كثيرة التكرار خاصة بعد وفاة والدها .. فقد انتشرت اشاعة عن بيرسلنت أن كل من سينظر في عينيها البراقة سيلاقى حتفه أو يصاب بلعنة ما طوال حياته و قد دعمت هذه الاشاعة واقعة حدثت في المدرسة عندما ذهبت فتاة صغيرة لبيت بيرسلنت كي تعطيها شيئا قد نسته ثم وُجدت الفتاة في اليوم التالي مصروعة في فراشها .. طبعا لم يصدق أحد أن زوجة أباها قد قتلتها لأنها رأتها تخون والدها و لم يهتم أحد ببحث علامات الخنق الواضحة على رقبة الصغيرة .. بل أصبح كل ذلك داعم لنظرية عيون بيرسلنت الملعونة.

The Moon stones | أحجار القمرWhere stories live. Discover now