ميدوراس ✔️

110 11 4
                                    

واصل بيتر اختراقه للكهف في دقة و سهولة و بيرسلنت و ريمون يتبعونه في صمت بعدما أدركوا عدم جدوى استجوابه .. حتى وصل بيتر لنقطة بعيدة في نهاية الكهف أمامها حجر مصمت و ظن الصديقان أنهما قد وصلا لنهاية الطريق و لكن بيتر ضغط بيديه الاثنتين و أخذ يدفع ذلك الحجر الى الأمام حتى اشتدت عروق رقبته .

كل دفعة يدفعها بيتر تظهر خلف الحجرة ما يثير العجب في نفس بيرسلنت و ريمون .. فوراء ذلك الجدار المصمت للكهف كان يختبىء منظر بديع للشاطىء

و ما ان عبروا خلال تلك الفتحة التي فتحها بيتر حتى أدركت بيرسلنت على الفور لماذا جاءا الى هنا .. فهى رغم مآلفتها للقرية و كل طرقها السرية لم تر في حياتها ذلك الجزء من الشاطىء كما انها لم تر  من قبل تلك السفينة  التي تستقر على الضفاف .

أسرعت بيرسلنت نحوها غير عابئة بالرمال التى تحيط حذائها لتتفقد للسفينة في دقة أكبر بأشرعتها و هي تقف في خيلاء على حافة الشاطىء .

انها و بكل تأكيد تماثل السفينة التي كان يستخدمها والدها في أسفاره .  هل بنى سفينتين ؟و لكن لماذا كان يخبئ هذه الواحدة ؟ هل كان يخشى عليها من السرقة او من تهور شباب بالاس ؟! هل كان يعلم أن طاقمه سيستولي على سفينته الاولى لذلك قام ببناء اخرى لابنته ؟  ..عصفت الأفكار برأس بيرسنت و هى ترى الرياح تداعب الأشرعة  ، قد فهمت كيف تمكن بيتر بالنجاة في ذلك الكهف لسنين .

نظرت الى ريمون علها تجد تفسيرا منطقيا فقد كان ذراع والدها الأيمن لكنها وجدته فارغ الفاه و قد ارتسم على وجهه كل معالم الذهول.

ترى ماذا يكون بيتر ! و لما كان يحتفظ به والدها في ذلك الكهف ! لم يصرح بيتر باي شيء عن ماضيه و لكنها قد رسمت في خيالها صورة له .. و هي أنه كائن اسطوري قابل والدها في أحد أسفاره لتلك العوالم و قد اعجبه لذا قرر اصطحابه معه الى المنزل ..

تصور طفولي .. نعم تدري ذلك و لكن لا شيء لتفعله عندما لا يسمح بيتر بكلمة واحدة ان تخرج منه بشأن ماضيه. 

بيتر كان يتحرك بكل اعتيادية نحو السفينة فتسلق سلم بجانبها حتى صعد على متنها ثم صاح على المندهشان فأغلقا فاههما المنفغر سريعا و أسرعا ليتبعاه .

" و لكنك قلت أننا سنطير " ذكرته بيرسلنت في هدوء و هى تنظم الأمتعة على سطع السفينة و تتفقد الأرجاء حوالها .

كان كل شيء يبدو عتيقا و مغطى بطبقة لا يستهان بها من الرمل و الغبار الكثيف و رائحة الملح و العطن تنبعث من لا مكان و كل مكان و الخشب يصدر أنات خفيفة عند الضغط عليه .. لكن عدا ذلك تبدو السفينة جاهزة و مستعدة للقيام برحلة أخرى رغم كبر سنها .

" نعم قلت و سنفعل " أبتسم بيتر ابتسامته الجانبية و هو يضع يده على مقود خشبي و يخرج من تحته آلة تراها لأول مرة و لكنها تتذكر أن ابيها اخبرها عنها فيما قبل .. البوصلة لتحدد اتجاه الشمال .

The Moon stones | أحجار القمرWhere stories live. Discover now