زيسي ✔️

72 5 1
                                    

اعطت سيدة مانيتي كلا من الرفقة غرفة حجرية منفصلة في أعلى القلعة و صرفتهم اليها بعد ان تناولوا عشاء شهيا تداخل العسل في معظم مكونات اطباقه .. و لكن بالكاد عندما كانوا يغادرون البهو العظيم استوقفت السيدة بيتر قليلا تطلب منه كلمة على انفراد قبل انصرافه .. ترددت بيرسلنت قليلا من ترك بيتر بمفرده مع السيدة و لكن لم تجد بداً من المغادرة عندما صرفها بيتر بعينين باردتين ..

ألقت تحية المساء لريمون قبل أن تتوجه لغرفتها التى وجدتها دافئة و منعشة الى حد كبير .. تفيض برائحة الأزهار و تنعكس ألسنة اللهب المشتعلة في المدفأة على الحوائط منتجة ظل يشجع على الاسترخاء ..

كانت توجد نافذة صغيرة تطل على حديقة القلعة البهية .. تطلعت منها بيرسلنت و قد غرقت في أفكارها .. بشرة والدتها السمراء و لمستها الناعمة و ابتسامتها الهادئة .. كل تلك الملامح كانت تتخاطر لبالها دون توقف لقد اشتاقت كثيرا لاحساس الأمان الذي كان تحسه بين أحضانها و لكنها تشعر انها لا تعرفها مطلقا .. ليست لديها أي فكرة عن ماضي والدتها او عن ماهيتها حتى .. لقد كانت جاهلة للغاية و مازالت جاهلة .. انها حتى لا تستطيع ان تتوقع اين خبأت أمها ذاك الحجر القمري ..

لمحت جسم صغير محلق يتجه نحوهها بسرعة و ما ان دققت النظر حتى وجدت انه العصفور الأزرق "صغيرة" الذي تركته على متن السفينة عندما ظنت انهم سيعودون فورا .. استقرت "صغيرة" على كتف بيرسلنت و زقزقت في تكاسل عندما داعبتها بيري باصبعها ثم دفنت نفسها بين خصلات شعرها و أغمضت عينيها .. ابتسمت بيري من لطافتها و حملتها برفق و وضعتها امام المدفئة .. تلك العصفورة ذكية للغاية فقد وجدت طريقها الى هنا وحدها و بدون أي تعب حتى وصلت الى اصحابها فقط كي تنام على كتف بيرسلنت .. ربتت عليها مجددا بحنان ثم اتجهت الى سريرها و لكن النوم لم يطرق جفونها مطلقا و ظلت الافكار تقلبها ذات اليمين و ذات اليسار .. الكثير من التساؤلات عن امها و علاقتها بسيدة مانيتي .. حجر الطاقة و مملكة سابرينا .. زيسي .. بيتر .. ترى ماذا تتحدث الملكة مع بيتر كل ذلك الوقت ؟ .. ان غرفة بيتر تقع على يسار غرفتها تماما و لم تسمعه يدخلها أبدا ..

غرقت في التساؤلات لوقت غير معلوم حتى سمعت اخيرا جلبة خفيفة تأتي من الغرفة المجاورة .. ترددت قليلا و لكنها قررت ان تذهب الى بيتر و تسأله كل ما يجول ببالها .. بالتاكيد لم تعتقد للحظة أنه سيجيبها و لكن على الاقل ذلك أفضل من ان تسأل نفسها حتى تجن !

دقت بابه و انتظرت حتى سمعت دعوته بالدخول .. كان يجلس أمام المدفأة عاري الصدر .. تنعكس ألسنة اللهب في عينيه الزرقاء و يبدو الى حد كبير ... حزينا ؟

سارت بيري حتى جلست الى جانبه في حذر ثم تحدثت
" هل أنت بخير ؟"

لا اجابة

" ماذا كانت الملكة تخبرك ؟"

نظر اليها بزرقاوتين خاليتين ثم ناولها ورقة كانت مطوية في يده .. ازدادت حيرتها و لكنها اخذت منه الورقة و بدأت في فضها و قرائتها .

The Moon stones | أحجار القمرHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin