بيتر ✔️

144 9 0
                                    

كان أمامها مظهر لا يستطيع العقل أن يفسره بأي حال من الأحوال .. كيف يمكن لذلك أن يكون معقولا ؟

ماذا يكون هذا المخلوق العظيم الذي يقف متباهيا أمامهما ؟

كان من الممكن أن يطلق عليه ذئب بسهولة لولا ضخامة حجمه و لونه الأزرق الغريب الذي يبدو أنه يغير درجته كلما غيرت اتجاه نظرك اليه ، و عيناه اللتين تحترقان بالأحمر كالجمر .. و لولا بالأخص جناحاه العظيمان المثنيان على جانبيه لتمنحاه منظرا اكثر استحالة

كان الفتى و الفتاة من شدة دهشتمهما يقفان فاغرين الفاه في حضرة ذلك الكائن المهول الأسطوري .. لقد بدأت بيرى تشك أنها في حلم من أحلامها الغريبة

" ما هذا بحق الجحيم ؟" همس ريمون خلف بيرسلنت و هو يحاول ان يتحرك بحرص حول الكائن الذي كان رابضا باستكانة على أرض ذلك الكهف السحري الذي دخلاه منذ قليل .. كانت عينا الكائن تتابع عيناهما بتأني و حكمة لا يفترض أنها توجد في وحش أزرق اللون !

" ريمون " ارتعش صوت بيرسلنت و شعرت أن قدامها لم يعد لها القدرة على حملها فتهاوت على الأرض برفق و هيا ما تزال تحملق فى ذلك الشيء ..

"بيري ، هل ذكر والدك أي شيء عن كلب أزرق عملاق في أي من كتبه ؟ ! " قالها و هو مازال يلتف حول الوحش الذي لم يبدي أي اهتمام بحضورهما ..

" لا أعرف " انها لا تذكر انها قرأت أي شي عن ذلك و هي تستطيع أن تتذكر كل ما تقرأه ..

في تلك اللحظة بالذات قام الوحش على أطرافه الأربعة فبدا أن حجمه قد تضخم ثلاث مرات و رفع رأسع عاليا حتى كادت أذناه أن تلمسا سقف الكهف ثم خطا عدة خطوات بتأني نحو بيري

أخذت بيري تدفع جسمها للخلف بقدمها و قد انفتح فاها للصراخ و لكنها فقدت كل القدرة على النطق ، ارتطم ظهرها بالحائط و أغمضت عيناها حتى لا تشعر بنهايتها المريعة و لكن الوحش خفض رأسه و دس أنفه الأسود الذي بحجم رأس انسان في عنق بيرسلنت و سحب نفسا عميقا شعرت فيه بيرسلنت انه قد يأخذ شعرها معه و تبقى صلعاء ..

كان ريمون في تلك الأحيان يصدر أصواتا غريبة و هو يرى ذلك الوحش يتحسس صديقته و لا يدرى ماذا ستكون حركته القادمة ..

أبعد الوحش أنفه عن بيرسلنت بتقزز ثم أغمض عينيه بشدة و كشر عن أنيابه .. ارتعبت بيرسلنت فتلك هي اللحظة التى سيأكلها فيها بالتأكيد و لكن الوحش انضم على نفسه حتى بدا لها أنها يتقلص في الحجم ..

ذهب ريمون مسرعا الى جانب بيرسلنت و حاول أن يسحبها بعيدا في حركة يائسة منه لحمايتها ، بينما تشبثت هي بملابسه منتظرة الموت المحقق ..

" سأكون شاكرا لو توقفتما عن هذا " قالها صوت عميق ساخر جعلهما يلتفتان بأقصى سرعة لمصدره ..

تحرك الثنائى الملتف بخوف ببطئ بعيدا عن بعضهما البعض ليروا انه لا يوجد اي أثر للوحش الذي أرهبهما منذ قليل و بدلا منه يقف رجل طبيعي للغاية الا انه فقط كان شديد الوسامة .

The Moon stones | أحجار القمرWhere stories live. Discover now