السيدة ٢ ✔️

71 7 4
                                    

" لقد مر الكثير منذ اخر مرة رأيتك فيها هنا " تحدثت الملكة بنعومة و قد تحفزت عيناها قليلا

" نعم سيدتي " أجابها بيتر باقتضاب بينما انشغل كلا من بيرسلنت و ريمون في تفقد معالم ذلك الكائن الذي يقبع أمامهما .. تلك الخطوط الصفراء و الأجنحة الشفافة و السيقان المفصلية .. تسائلت بيرسلنت في قرارة نفسها اذا كانت ستشعر بالاندهاش مجددا بعد كل الذي رأيته في اقل من اسبوع من رحلتها .. العالم حقا أكبر من بالاس بكثير و لا يقتصر على البشر فقط .

" تبدو أفضل حالا هذه المرة .. أكثر صحة كما تعلم " طنت في خبث و هي تجلس على كرسيها .

" نعم .. لقد تعافيت بعد زيارتي الأخيرة "

ماذا .. هل كان مريضا أم ماذا .. توترت بيرسلنت و شعرت أنهم غير مرغوبين أبدا في تلك القلعة المهيبة

" ما سبب تلك الزيارة الغير مرحبة ؟ " تسائلت الملكة و هي تنظر بتعالي

" لقد جئنا لنسألك عن أحجار القمر " تحدث ريمون مسرعا و أطبق بيتر عينيه بشده من تهور ذلك الصبي الأخرق

" أحجار القمر !" توسعت عينا الملكة و تشبثت يداها بعرشها و هي تنظر للجمع بتفحص .. " انها خرافة قديمة .. أنتم ليس مرحب بكم هنا .. ارجعوا من حيث جئتم " حذرتهم بنعومة و ابتسامة مهددة

" فقط سنسألك بعض الأسئلة يا سيدتي و نذهب فورا " تدخلت بيرسلنت بأمل لتنقذ الموقف و لكن كانت استجابة الملكة أن طنت بلغة غريبة فبدأ أزيز النحل يعلو من الخلايا و يتجمع فوقهم .

" ان لم تذهبوا فورا .. فسأكمل ما كنت يجب أن أفعله بك من سنين طويلة يا بيتر .. اختفوا فورا " صاحت الملكة و هي تهب من عرشها واقفة

" لم يكن ذلك خطئي " أجابها بيتر بغضب و قد سلط زرقاوتيه عليها بشجاعة .

" لقد قتلت ابنتي ! " صرخت بصوت كأنه يحوى ألاف الترددات و على الفور بدأ النحل يشكل سحابة غاضبة فوق الصحبة منتظرين أمر ملكتهم .

" أنا لم اقتل أحد ، ان زيسي قد انتحرت " أخبرها بصراخ مماثل و قبضتان مشدودتان

" و لكنك كنت سببا في ذلك " تطاير الشرر  من عيون الملكة و تحفزت سحابة النحل للهجوم .

" لم أكن أنا الذي منعها من لقاء حبيبها البشري " أجابها بيتر بقسوة بينما راقبت بيرسلنت تطور الأحداث السريع في عدم فهم ..

اهتزت نظرات الملكة الغاضبة و همست في ألم " لم يكن يحبها ، ذلك البشري لم يكن يحبها .. "

" اذن كان يجب عليك أن تدعيها تكتشف ذلك بنفسها"

انهارت الملكة على عرشها مجددا بعيون مقهورة و انصرفت السحابة الغاضبة من فوقهم فالتقط بيرسلنت و ريموز أنفاسهما مجددا

" كنت فقط أريد حمايتها " غمغمت الملكة و هي تنظر للبعيد . ترى ما الذي حدث و من هي زيسي .. ما الذي جرى ليجعل تلك الملكة بهذا الندم و يجعل بيتر ينظر بكل هذا الحزن . دارت تلك التساؤلات في بال بيري و لكنها أدركت أنه لا يجب ان تصرح بها الآن

The Moon stones | أحجار القمرWhere stories live. Discover now