الفصل السابع عشر

2.1K 46 0
                                    

.....................
أمسكت هاتفها مترددة من الاتصال به .. لا زالت لا تصدق أنها وافقت جنونه و فعلتها ! تزوجت... تزوجته بكل بساطة ..
قالت نعم ؟ !
أعلنوها زوجة له !
زوجة نيمار !
و من لحظتها و هو يتصرف بغرابة و كأنه بالفعل بدأ عقابه لها على كل ما فعلته ..
أخبرها أنه قد حان  وقت التعقل ... و ذهب الجنون لتتجرأ على الجنون !
ما الذي يعنيه بذلك ؟؟
حينها حسمت أمرها و اتصلت به ...
ليصلها صوت الكسول بعد عدة رنات.. لا يزال نائما !
هو ينعم بالنوم و هي من يومها لا تعرفه  !
لذلك على الفور بادرته لائمة
*إلى متى نيمار هذا الحال .. ها قد هدأت أمور العائلة !
ضحك بخشونة ممازحا بصوت نعس متكاسل مخشوشن
*من يسمعك يعتقد أني أخذت حقوقي كاملة صفصف و يجب أن نداري الفضيحة !
شهقت بنعومة تزجره كما اعتادت دائما
*تأدب نيمار .. كيف .. كيف ..
و لم تجد الكلمة المناسبة لتسأله بنزق
*كيف سنتزوج مرة ثانية !
ليكمل دون أن يهتز فيه شعرة من نزقها و عصبيتها
*صفصف .. الزواج يعني أشياء كثيرة ..
و سكت قليلا ليبتسم بتلاعب مكملا بهمس
*أكثر من مجرد عقد .. مثلا .. أن أضمك .. أقبلك ..وأ..
*كفى !
صرخت به ...
احمرت من كلماته و ما توقعته مما سيقوله و حاولت أن تجره نحو حديث جدي
*نيمار .. كن جديا .. كيف ..
قاطعها بهمس حازم
*لا تقلقي صفاء .. كل شيء محلول ..
*و لكن !
حاولت مجادلته لينهي المكالمة , يخبرها أن غدا سيكون آخر يوم يبرر فيه غيابها فلتلتزم بعملها بعد ذلك ..
نفخت بتعب ترتمي على السرير ..
تفكر بتلك اللحظات .. أين كان عقلها حين فعلت ما يريده !
بل ما الذي كان ليحدث لو رفضت ؟؟
أغمضت عينيها بحزن متذكرة أنها قلبها في تلك اللحظة أحس أنه على مفترق طرق مع نيمار .. لا تعلم لمَ أحست أنها لو قالت لا .. لخسرت كل شيء ...
فتحت عينيها لتنظر مباشرة للخاتم في أصبعها وقد رفعت كفها لتراه ..
على الأقل .. استعادت خاتمها !
ضحكت برقة للخاتم ..
كل ما يحصل جنون ..
لكن الجنون هو أن تخسر الرجل الذي تحب بسبب أخطائها هي ..
انتفضت على صوت أمها الحانق يناديها وهي غافلة عنها في خضم أفكارها ..
*آتية ..
ردت عليها لتقفز بسرعة , واستغربت حين رأتها تجهز بعض الطبخات في علب خاصة للتخزين فسألتها مستغربة
*هل تنتظرين أحدا ! لا أذكر أن ..
ولم تتركها ناهد تكمل كلامها توضح لها
*بل هذا الطعام لروان ..
ارتفع حاجب صفاء , وهي ترى أمها تلف ما حضرته بعناية فائقة
*تلك المرأة لا تقدر على الطهو , و لا بد روان لن تقدر كذلك ..
ثم و بكل بساطة مدت بعضا منهم لتحمله صفاء دون خيار ..
تطلب منها أن تتبعها ..
عبست صفاء , تتبعها حتى خرجتا من الشقة لتراها ترن الجرس على الشقة المقابلة..
همست صفاء بخجل
*ماما أنا ألبس بجامة البيت !
لم تعطي ناهد للأمر أهمية تذكر ..
*و نحن في البيت المقابل .. ابنة خالتك لا أحد غريب ...
*لكنها لا تعلم ..
اعترضت صفاء , ليذهب اعتراضها أدراج الريح , و الشاب الأسمر الذي لم ترتح ناهد يفتح الباب , ليفسح المجال لهما على الفور للدخول ..
لم يستغرب دخول ناهد مع ابنتها التي ابتسمت له باعتذار لفظاظة أمها معه , خاصة و أنها لم تلقي عليه التحية حتى ..
إنما غنجة هي من استغربت دخولها , لا تعرف كيف ترحب بها سوى بالكلمات الغجرية المهللة التي جعلت صفاء تكتم ضحكتها بينما ناهد فتحت فمها كالمفجوعة تسمع اللهجة الغريبة و الكلمات الأكثر غرابة التي تستخدمها روان للترحيب ..
لكنها على الفور رسمت ابتسامة على وجهها لتقول بصوت منخفض عكس صوت روان القالع !
*تعالي معي للمطبخ لنرتب هذا , طهوت لك عدة أصناف ..علامة الارتياح التي ارتسمت على وجهين أثارت رغبتها بالضحك ..
فعلى ما يبدو أن الشاب كان  أكثر من رحمته بطهوها ..
ولم تقدر بطبيعتها الكريمة على البخل بشيء , كانت تكره أن ترى شابا .. أي شاب ... جائعا .. أو محتاجا ..
وابتسامتها شجعته ليقول
*الشكر لك .. لقد نجوت اليوم ..
نظرت له غنجة بطرف عينها عابسة , لكنه خلال أيام فقط عاد لمك الذي اعتادته ..
لمك الذي لا يلين من نظرة عينيها ..
لذلك نفخت بملل , فيبدو أن زمن الحرية قليل الأمد و عاد لاستبداده ..
لذلك انسلت غنجة من أمامه دون أن تعلق ..
تتبعها ناهد وصفاء نحو المطبخ الحديث ..
و هذه المرة كانت الصدمة من نصيب الاثنتين ..
بينما غنجة أطرقت بخجل تهمس بكلمات لا تسمعها هي حتى و على النار يبدو أن هناك شيء يحترق ..
وصلت الرائحة للصالة ليأتي لمك , يرى أن ناهد و صفاء يضعان ما معهما على الطاولة الكبيرة الوحيدة الناجية من تجربة غنجة الأولى بالطهو  !
استاء جدا من هذا , فقد سألها منذ البداية إن كانت تحتاج مساعدة أو أن يحضر طعاما جاهزا ..
صر على  أسنانه يتقدم من ذاك الشي الذي يصدر تلك الرائحة البشعة ليرفعه عن النار مطفئا النار تحته ..
*كالعادة .. تحشرين نفسك بما لا تفهمي به  و هذه هي النتيجة ..
ثم و بقوة طلب من ناهد و صفاء أن يتفضلا و يرتاحا في الصالة ريثما تنظف ما خلفته من فوضى ..
اتسعت عينيها بمسكنة , لكن حاجبه ارتفع بمعرفة و قال ..
*لا جدال .. غالية لن تقدر على التنظيف لك .. و السيدة بالطبع لن تفعل ذلك .. اعتمدي على نفسك ..
ثم و بنظرة خاصة سألها
*منذ متى نعتمد على غيرنا فيما يخصنا ..
و بحزم  طلب منهما مرافقته للصالون و بالفعل ذهبتا معه , لتبقى وحدها مع كل ما خلفته من خراب ..
و كم تحسرت للمطبخ الأنيق الذي دخلته قبل أن تبدأ مغامرتها بالطهو !
نظرت ناهد نحو لمك متفاجئة من قدرته على املاء الأوامر على روان .. لقد سمعت منهم أنها عنيدة لا ترد على كلام أحد فكيف ردت عليه ..
أيعقل !
*هل أنت و روان مرتبطان ..
نظر لها عابسا ليصحح
*اسمها غنجة ..
ثم جلس لكتف يديه على صدره مستهجنا قولها
*و لمَ يجب أن نكون مرتبطين ؟
أجابت عنها صفاء
*إنها لا تناقشك فيما تقول ..
ثم تنحنحت لتقول خجلة ..
حتى نيمار أجادله كثيرا إنما هي لا تجادلك أبدا !
ضحك ضحكة خشنة صغيرة ...
*لقد اعتدت على هذا الأسلوب معها منذ سنوات و إلا لزاد تمردها و خرجت عن سيطرتنا منذ  سنوات ..
وسكت لتنهد متذكرا
*ما كان الشيخ رجب ليرفض لها طلبا .. كان لا بد من شخص للتعامل معها و كنت دوما في وجهها و دائما ما كانت تشكوني لتسطلي .. لذلك كبرت على تحمل هذه المسؤولية و وضعت في الواجهة ..
و مد ذراعيه على الأريكة بطولهما لتظهر سلاسله الكثيرة في عنقه مثيرة اهتمام الاثنتين متسائلا بتفكه
*هل تراني أنجح في ذلك ؟؟
مازحته صفاء بموافقة
*مما حصل قبل لحظة نعم تنجح ..انتظر أن تعلق ناهد على الأمر لكنها لم تفعل , عينيها كانتا تهيمان في المكان حتى سألت بارتباك
*أين غالية ؟
ارتفع حاجب لمك ليقول دون مواربة
*لا داعي للمزيد للتجريح مع غالية يكفيها ما تمر به حاليا ...
عضت صفاء شفتها بتوتر تراقب أمها التي قطبت باستياء و عصبية واضحة
*أريد فقط الحديث معها .. لن أزعجها ..
لكن لمك أنهى أي محاولة حتى قبل أن تبدأ
*آسف لا يمكنني المجازفة ..
اغتاظت .. لكن ليس بيدها شيء لتفعله , فمعه حق ..
ففي آخر مرة ذهبت لها سببت لها ما هي فيه الآن , من حقه ألا يثق بأن دخولها هذه  المرة قد يقرب أجلها أكثر مما هو قريب ..
لكنها تحتاج أن تحدثها ..
تحتاج ذلك و بشدة , يجب أن تخبرها أنها لا تريد موتها ..
أن لا حق لها بامتلاك روان و هي من حقهم ..
يجب أن تخبرها غالية أنها تعلم أن لا حق لها ..
لترفع إحساس الذنب الذي يقتلها ..
و من منظر لمك المتأهب لأي كلمة أو حركة منها , تراجعت خطوة ..
يجب عليها أن تتراجع حتى لا تخسر روان ..
التي لم تبقى في المطبخ كثيرا لتخرج دون أن تنظر للصالة تصيح بقولها
*سأطعم خالتي .. لاحقا أكمل التنظيف ..
ضحك لمك .. فقد توقع هذا الشيء ...
أما ناهد التي كانت تراقبها  تحمل صينية طعام عليها ما حضرته هي ..
أحست .. أحست بالغيرة ... و الكره !
كم كرهت تلك المرأة أكثر ما تكرهها سابقا ..
وصل توتر غالية لابنتها صفاء التي قالت على الفور
*ماما دعينا نذهب .. سنعود لاحقا .. عندما تكون غنجة قادرة على استقبالنا..
و نهضت بالفعل لتمسك كف أمها تحثها على المغادرة ..
و قامت ناهد .. خطت  خطوة واحدة قبل أن تلتفت للمك تسأله بحدة
*و أنت لمَ تبقى هنا ؟ لا يصح وجودك هنا ...
ارتفع حاجب لمك ليهمس بلا مبالاة
*عشت مع غنجة عمرا كاملا .. عمرا يعطيني وحدي الحق بالوجود قربها خاصة  في ظرف مثل هذا ..
لم تجد ما ترد عليه به من كلام و صفاء تحثها للمغادرة و العودة لاحقا ..
فغادرت مرغمة رغم عدم رغبتها بذلك ..
و لمك ينظر للباب الذي دخلت منه غنجة و تركته مفتوحا خلفها بقلق ..
قفز بدوره متجها لتلك الغرفة ..
حيث وجدها تحاول جاهدة مع غالية لتأكل .. بينما غالية ترفض بضعف رغم إصرار غنجة وعنادها ..
تقدم على الفور ليأخذ الصينية من غنجة التي هدرت بعصبية
*إنها ترفض الطعام يا لمك .. لا تأكل إلا ما أجبرها عليه بالقوة ..
هز لمك رأسه ليقول بحزم
*دعيني وحدها غنجة ..
زمت شفتيها غير راضية , فطلب بإصرار
*اذهبي و أكملي تنظيف المطبخ ..
اتسعت عينيها و كانت ستعترض لولا نظرة عينيه الحازمة , التي جعلتها تجر خيبتها و تعود لما هربت منه ..
وقفت في وسط المطبخ تنظر للفوضى التي لم تمسها أصلا بإحباط ..
لم تعرف من أين تبدأ ..
و لا حتى ما تستخدمه من مواد تنظيفية ..خاصة تلك التي لا تعرف عنها شيئا !
و لا حتى كيف تستعملها .. و بعزيمة مثبطة تماما ..
بدأت تلملم ما خلفته و تنظف بخبرتها السيئة المعدومة التي كسبتها من مراقبة البنات.. لكن النتيجة أن رائحة منفرة انتشرت في المطبخ الذي كان يضيء نظافة قبل أن تدخله ..
غير منتبهة للمك الذي كان يراقبها عن بعد في خطواتها المتعثرة نحو التحضر ..
تركها تجرب وحدها ..
أليس هذا ما تريده .. فلتجرب ما أرادته بقوة ..
من قال أن الحياة الحضر مبهجة فقط دون معاناة ..
لن يمر وقت طويل حتى تشتاق لخيمتها و خيلها ..
لن يراهن على ذلك فهو ليس بهذا الغباء خاصة و أن أضواء المدينة تسرق أنظار غنجة أكثر وأكثر ..
تنهد بتعب متذكرا غالية ..
كانت نظراته تنتقل بين البابين . . باب غالية .. و باب غنجة ..
و كم كان الشتات و الضياع بينهما واحد .. و كبير !
كما توقع تماما ..
حديثه مع غالية أكد له أنها تمتنع عن الطعام قاصدة ..
تعتقد أنها بذلك تعجل انتهاء كل شيء .. تعجل أن تخسر نفسها قبل أن تخسر غنجة..
كلماتها المهتزة بالدموع أحرقته
( أخشى أن تكرهني .. أرغب بالموت قبل أن تكرهني )
فرك وجهه بكفيه متعبا من التفكير ..
فما يحدث أكبر من أن يستوعبه دفعة واحدة ..
فقط لو يعرف .. ما الذي يمكنه أن يحل هذه المعضلة التي لا تحل ..
تأفف بقرف من الرائحة التي انتشرت في البيت ...
نظر لغنجة التي بدت و كأنها أنهت التنظيف !
دخل على الفور عابسا قرفا
*غنجة .. هذه ليست الخيمة لتنظف بهذا الشكل ..
و من خبرته التي حصل عليها أثناء إقامته في المدينة و دراسته ساعدها مجبرا إياها على العمل تحت إشرافه حتى أعادت كل شيء كما كان ..
برائحة النظافة ..
معلما إياها استخدام المواد التنظيفية كل لغرض ..
ورغم تظاهرها بالتعب أصر حتى أنجزت ما أراده ..
ليتركها مغادرا , لكن ليس قبل أن يطلب منها أن تدرس بالقرب من غالية ..
فلا تترك غالية وحدها .. و لا تتأخر في جامعتها ..
فقد بذل الكثير حتى تمكن في الأيام الفائتة من الحصول على ما فاتها ..
كان غارقا في أفكاره , مطرقا رأسها حين اصطدم فجأة بجسد طري صرخ بخوف يحاول أن يتمسك بأي شيء حتى لا يرتد للخلف على الدرج !
فلم يعرف كيف حتى تمكن من سحب الكتلة الحمراء حتى زرعها على صدره خوفا يماثل خوفها !
حتى هدأت الخضة .. ليبعدها قليلا معتذرا
*آسف لم أكن منتبها .. هل أنت بخير ..
عبست روز دون أن تفتح عينيها لكنها بالطبع ميزت صاحب الصوت ..
تفرك جبينها بأصابعها تهمس بصوت مرتجف لا يزال الخوف من السقوط المؤلم واضحا فيه ..
*بخير فقط لو أخبرتني أن ما ضرب رأسي ليس جدارا اسمنتيا !
ابتسم .. ليمد كفه الخشن يتلمس جبينها مبعدا أصابعها الناعمة
*لا يبدو سيئا لهذه الدرجة .. أنت بخير ..
فتحت عينيها أخيرا تنظر له .. لعينيه تحديدا ..
لتبتسم بغباء تكرر خلفه
*أنا بخير ..
أفلتها أخيرا ليفسح لها مجالا للصعود لكنها لم تصعد بل سألته محاولة إطالة الوقت
*سمعت أنك تعمل هنا .. أخذت بيتا و ..
قاطعها لمك بذات الحاجب المرفوع حين يشعر بشيء ما خلف الكلام الموجه له
*نعم و أتردد على غالية و غنجة كل بضعة ساعات و أعود لشقتي لأقضي الليل فيها..
استند على الجدار قربه يتساءل ببساطة
*هل هناك شيء آخر تريدين معرفته ..
أزعجها استفزازه لها .. خاصة ذاك الحاجب المرفوع ..
زمت شفتيها , حتى رأت نظراته تتجه لفمها ..
فعضت شفتها السفلى بارتباك تسأله بحشرية
*هل أنت مرتبط ؟
التوى فكه و قال ساخرا
*لا زلت تحت نصيبي ..
نكست رأسها بخجل .. فابتسم .. أصبحت  كتلة حمراء .. من شعرها لوجهها ..
بدت مسلية حقا .. فمن تملك حشريتها لا يجب أن تكون بهذا الخجل ..
تساءل
*أنت اسمك .. امم ..
حاول التذكر لكنها لم تعطه مجالا تجيب على الفور مندفعة
*اسمي روز .. ابنة عمة صفاء و مالك ..
و ندمت على الفور لذكر اسم مالك و أكملت بسرعة
*أدرس مع غنجة ..
رأته يقطب للحظة ليقول
*بما أنك تدرسين معها هل عرفت ما فاتك من دروس ..
عادت لتعض شفتها تهز كتفيها
*ليس بعد ..
لم يبتسم لها بل قاطعها مشيرا لها لتصعد قائلا بحزم و تسلط
*يمكنك أن تصعدي و تعوضي مع فاتك مع غنجة ..
هللت لفكرة الدراسة مع غنجة فهذا يعني وقتا أطول تقضيه معها .. لكن فرحتها كسرها قوله أنه سيمر لاحقا ليرى ما عوضتاه من دروس !
و نزل باقي الدرجات مغادرا ببساطة , تاركا إياها خلفه تنظر في إثره ..
لا تعرف إن كان يمزح أم يتكلم بجدية !
لكن لم يبد أبدا أنه يمزح ..
خاصة عندما رأت غنجة تكاد تبكي غيظا مما طلبه منها ..
جلست على الأريكة الواسعة بالقرب من غنجة في غرفة غالية
*أحقا سيتابع دروسنا .. !
وضعت غنجة كفها على خدها .. تنظر لروز التي بدت و كأنها مثلها لا ترغب حتى بمجرد تذكر ما حدث فما بالك بالحديث عنه ..
*طالما قال ذلك فتأكدي أن هذا ما ينتويه ...
زفرت روز براحة
*الحمد لله أنني لست قريبته !
ضحكت غالية بضعف تتدخل بالحديث لأول مرة ..
فبعدما غادر لمك .. فعلت كما طلب منها .. أكلت و لم تسبب مشاكل لغنجة التي دارتها كأنها طفل صغير .. كأن الأدوار انقلبت .. فأصبحت هي من تحتاجها لترعاها .. ليست فقط لوجودها ..
*طالما أرسلك إلى هنا .. هذا يعني أن قوانينه شملتك ..
عبست روز تنظر لغنجة بعدم تصديق ..
فما كان من غنجة إلا أن فردت الأوراق التي صورها بعناية أمامها تقول ببساطة
*كلامها صحيح .. و إن كنت تذكرين كلامك قبل أيام .. من الأفضل أن تبدأي بتسجيل ما يعجب و ما لا يعجب ..
ثم نظرت لملابسها متسائلة
*هل انتبه لثيابك ؟
هزت روز رأسها لا تتذكر لتكمل غنجة
*وجب أن تعلمي أن ثيابي لا تعجبه البتة !
حينها كانت نظرة الدهشة على وجه روز مثيرة للضحك تهمس
*هل حقا بهذا التسلط ؟
وأكملت غنجة تلوي شفتيها لهجة ساخرة
*ووجب أن تعلمي أنك لست من المفضلين عنده !
*لماذا !
سألت روز مستنكرة على الفور
*هل فعلت ما لا يعجبه !
همست غنجة بصوت ناعم تمط كلماتها تغيظها
*بل أنت من كذبت بسببها عليه .. امممم هل تذكرين الشرطة !
*أوه لا ..
تأوهت روز بهمس بينما سرحت نظراتها و غنجة تراقبها , لتسألها و قد نسيت تماما الموضوع المتعلق بأخيها و قد نسيت اسمه ..
سألتها حين سمعت صوت تنهدها العميق
*ما الذي حصل بالأمر ؟
تخلصت روز من حذائها و رفعت ساقيها تضمهما لصدرها تستند عليهما
لتهمس بألم ,  متذكرة الوضع الغريب في بيتهم ..
عائلتها تتصرف و كأن كل شيء طبيعي بين الناس , يرفضون مجرد تذكر أن مناف خرج بطريقة غير شرعية .. والدها لمح عدة مرات أنه يعتبر قد مات بينما أمها تقضي الساعات تبكي و تندب حظها على ما أصاب أبنائها ..
أعمامها لا يقصرون .. يبحثون .. و يسألون ولكن دون نتيجة ..
حتى هو لم يتصل ..
ربما لو اتصل .. لكان اختلف كل شيء ..
*مناف هرب من البلاد .. وأصبح اسمه في قائمة المطلوبين ..
شهقت غنجة مما تسمعه بينما تكمل روز حديثها بغصة و حرقة وغالية تسمع قولها , و لولا ضعفها الواضح لكانت قامت و مزقت وجه الفتاة التي جرؤت و سببت لغنجة هذه المشاكل و دخولها مركز الشرطة !
و لكن في لحظة ما أحست بألم ينغل في رأسها ..
توجعت .. كابرت لتطلب منهما أن يغادرا الغرفة لترتاح ..
نظرت لها غنجة غير مرتاحة ..
و روز على الفور خرجت لتغسل وجهها تبعد الدموع ..
اقتربت غنجة من غالية تقطب حاجبيها
*غالية .. اصدقيني القول ما بك !
وبختها غالية بمزاح
*كونك كبيرة لا يعني ان تتهميني بالكذب صغيرتي ..
ارتفع حاجب غنجة و هي تساعدها لتعدل تمددها على الفراش المريح ..
و تدثرها بغطاء ناعم تكمل كلامها بقلق ..
*خالتي لم أعد صغيرة .. و لست مقتنعة أن مجرد وقعة على رأسك أضعفتك بهذا الحد .. لقد حصل على مر السنوات ما هو أسوأ و لم تضعفي !
أغمضت غالية عينيها كما اعتادت عندما تريد أن تنهي النقاش لكن غنجة اعترضت
*لا خالتي .. لا .. فقط تكلمي قولي لي ما بك !
فتحت غالية عينيها تنظر للقلق البادي في عيني غنجة ..
وهمست بحرقة وألم ودموع مماثلة
*أنت ما بي .. أنت صغيرتي ..
هزت غنجة رأسها بعدم فهم لتمد غالية كفها المتعب تمرره بلطف على وجه غنجة تبكي بشوق رغم أنها معها
*كم اشتاق لك .. اشتاق حد الألم !
*خالتي !
همست غنجة برهبة , و الدموع تترقرق في عينيها , لتشير لها غالية أن تقترب منها تسحبها لحضنها تشم رائحتها هامسة
*اختلفت رائحة شعرك .. صابون المدينة سيخرب خصلك المجنونة صغيرتي ..
ضحكت غنجة بغصة
*لم أجد من صابوننا , وعدني جدي أنه سيحضر لي المزيد ..
سألتها غالية
*متى سيأتي ؟
أنت بضعف لتنظر لها غنجة بوجع .. لا تعرف ما بها .. ولا كيف تخفف عنها ..
*وعدني سيأتي دائما .. لا بد أن يحضره لمك مساء ..
أشارت لها بالهدوء .. فوقفت غنجة مبتعدة عنها .. تنظر لعينيها المغمضتين بشدة ..
لم تملك إلا أن تتنهد حسرة , فغالية لا تقول لها ما بها ومن المؤكد تحتاج للراحة الآن .. فتركتها وحدها علها تغفو قليلا وذهبت لتجد روز في المطبخ تجهز القهوة
جلت حنجرتها تبعد عنها الغصة تتأمل تلك الحمراء ..
أيعقل أنها حقا معجبة بلمك !
لطالما كانت هي ولمك كالديوك المتصارعة دوما في حالة تأهب ..
ها قد تبعها بتسلطه للمدينة حتى ..
و تذكرت العرض .. تنهدت براحة و قد أعفيت منه تماما , لن تفكر به بعد ذلك أبدا .. ستكمل دراستها و ستبقى في المدينة .. تريد أن ترى كل شبر فيها ..
أحضرت روز القهوة و وضعتها على الطاولة حيث وجدت الطعام الذي أحضرته ناهد ..
فقالت متحسرة
*طعام شهي كما يبدو .. لكني أكلت للتو و لن أقدر على تذوقه ..
لم تفهم غنجة ما تعنيه .. فهي أكلت قبل قليل و أكلت مع غالية و لا شيء يمنعها من الأكل الآن لو أرادت ..
تناولت غنجة فنجانها , لتشف منه مكشرة
*لا أجد أطيب من قهوة جدي ..
نظرت لها روز متسائلة تدقق في ملامحها
*من جدك ؟
ابتسمت غنجة بفخر
*فخر عشيرتنا الشيخ رجب .. أناديه جدي .. لطالما اعتبرته كذلك ..
همست روز بلهجة غامضة و صوت خافض
*بعض اعتباراتنا تتغير ..
لم تفهم غنجة كلامها المقصود لتقول مؤكدة
*لا اعتقد أني سأغير ملجأي .. كان دوما عونا لي ..
وضعت فنجانها أمامها على الطاولة , تنظر لروز تشرح لها
*اسمعي .. الشيخ رجب كان دوما يفعل ما أريده .. ذلك لا يعني أني كنت أخطئ .. لا .. بل مغامرات .. جنون .. حتى أنه وافق على اعفائي من العروض لسنوات .. لم يعترض على دراستي أمام المجلس .. قدم لي الكثير من المال الذي لا تملكه غالية حتى وصلت إلى هنا ..
و بملامح شابها الحنين للمذكور أضافت
*كان الملجأ الذي أبكي فيه ما أشاء ..
همست روز
*تحبينه جدا ..
لتوافقها غنجة
*أكثر مما تتخيلين ..
عضت روز شفتها و لم تجد ما تقوله بينما ترشف قهوتها بصمت تاركة غنجة للذكريات التي تجعلها الآن تبتسم بحنين واضح ..
هل ستقدر يوما على الخروج من ثوب الغجر !
.................................
توقف مالك أمام الباب ينظر لها بعمق  كأنه يرى ما خلفه ..
لكنه لم يتجاوزه .. و لم يدخله حتى ..
عاد نحو باب البيت بعد حديثه الطويل مع نيمار ..
لم يتوقع أبدا أن تصل الحال بينهما لهذا الحد ..
نفخ بتعب , فيبدو أن هذا العام , عام المفاجآت لعائلتهم , عليه أولا أن يرى ما سيحصل مع صفاء , ثم بعدها يبدأ محاولاته مع غنجة , إن فشل .. لن تسامحه ناهد أبدا .. و هذا لا يعني أنه يعترف بالفشل ..
تخلص من جميلة بأعجوبة , و لكن يبدو أن نيمار سيجد صعوبة في التخلص منها في ظرف كهذا فلا يزال يحتاج بعض الوقت حتى يعود الموظف لعمله ..
توجه من فوره لغرفة صفاء ..
أمه لم تظهر .. إما مشغولة بشيء , أو في غرفتها تفكر بروان كما اعتادوا مؤخرا..
طرق الباب ليدخل بعد همستها ..و كما توقع ..
وجدها على سريرها تجلس و الحيرة التي أخفتها بابتسامة مرتبكة ظاهرة على وجهها لا تحتاج لخبير حتى يكشفها ..
جلس قربها على السرير مبتسما لها ..
لا يعرف حقا ما يقول .. هل يلومها أم يعاتبها أو يخفف عنها ..
فهو أكثر من يعرف حبها لنيمار و أكثر من يعرف أن غيرتها مجنونة و كان يتوقع و شبه متأكد أن نيمار لن يتحمل طويلا و سيفر منها ..
لكنه هو الآخر يحبها و التخلي عنها صعب عليه ..
لكن ما يأمله بعد كل هذا أن تكون قد تعقلت و لو قليلا فقط !
نظر لوجهها المرهق وشعرها الغير مرتب ..
لم يعتد أبدا على رؤيتها بهذه الحالة , لطالما كانت شديدة التألق حتى ولو لوحدها في البيت .. أي شخصية ضعيفة تتحول المرأة لها حين ينهش قلبها وحش الغيرة !
*هوني عليك صفاء ..
اتسعت عينيها بارتباك لتهمس متعثرة بضحكة فاشلة
*لم تقول هذا .. أنا ..
*تحدثت مع نيمار ...
قاطعها موفرا عليها الدخول في أكاذيب ليست من عادتها ..
لتتجمد نظراتها عليه , بترقب قلق ..
فمد كفه ليبعثر شعرها مخففا عنها
*هوني عليك صفصف .. نيمار يخبرك أن كل شيء بخير ..
احمرت خجلا و دمعت عينيها لتهمس تدافع عن نفسها
*أنا لم أفعل ..
أشار لها بالسكوت على الفور
*أنا واثق تماما بك ..
وبتقييم ثان لهيئتها أشفق عليها , صعب جدا أن تخسر من تحبه ..لن يكون متخلفا ويثير الزوابع والمشاكل ..
سيلومها لكن بعد أن تعود كم كانت القوية التي قد تتحمل منه أقسى الكلمات وليست هذه الضعيفة و التي من نظرة بدأت تبكي ..
*ثقي بنفسك صفاء ..
رفعت له وجها باكيا تنشج برقة
*أحبه يا مالك .. لذلك وافقت ..
مسح دموعها متعاطفا
*أنا لا أقصد مسألة القران ..
و نهض بقوة ليسحبها من ذراعيها ينزلها من السرير يجبرها على الوقوف أمام مرآتها ..
أشار بإصبعه لوجهها .. عينيها . .. كتفيها المنحنين .. ومنظرها البائس ..
*أعني هذا ..
نظرت لعينيه في المرآة دون أن تقول شيئا , ليكمل مشجعا
*الكل يعرف أن نيمار يعشقك لدرجة الحمق .. قد يفعل أي شيء لأجلك .
و قرص أذنها ممازحا
*و فعل بالطبع ..
لف جسدها حتى واجهته مكملا بجدية
*تلك مسألة لا يصعب حلها .. لكن ما يجب أن نحله بسرعة هو ثقتك بنفسك .. منذ متى و أنت هكذا ! لطالما عرفتك قوية , كيف أصبحت بهذا الضعف , لماذا ربطت في عقلك بين نيمار والفقدان ..
نظر لعمق عينيها الحمراوين
*بدأت أشك حقا .. هل تحبين نيمار و تريدين التمسك به .. أم تنتظرين لحظة مغادرته !
*أحبه ..
همست بضعف تنهمر من عينيها المزيد من الدموع و التي مسحها ضاحكا بعجب
*و ما الداعي للبكاء الآن عجبي لحالك صفاء !
تركها ليفتح خزانتها و يختار عدة فساتين مما تحبه يرميها على السرير
*إذا كنت تحبينه حقا .. هيا .. ثقي بنفسك , و كرري كل لحظة .. أنك أنت صفاء و نيمار لك و لا يهم أي امرأة تقترب من محيطة , فبنظرة منك سيترك نساء الكون و يأتي إليك ..
تركها تنظر للأثواب ليغمزها قائلا بصوت منخفض
*أبي أحس بأن شيئا غير طبيعي يحصل معك ..
شهقت بقلق لكنه طمأنها على الفور
*سأدخل أنا إليه وأشرح كل شيء بطريقة لا أثير فيها غضبه .. لكن أريد وعدا منك أن تنفضي هذا الخذلان من نفسك لنفسك !
................................
أنهى ديسم كل شيء ..أصبحت خيمة العرض جاهزة تماما للبدء ..
تجول لمك في أنحائها و قد تحولت الفكرة من خيال لواقع . . بدت الخيمة واسعة و كما أراد .. آمنة , واسعة , تستوعب الكثير..
سأله ديسم الذي كان يراقبه عن بعد خطوات أثناء تجوله
*كيف حال غالية ..
بكلمة واحدة مختصرة أجاب لمك دون أن ينظر له
*سيئة ..
أطرق ديسم برأسه متنهدا بحزن ليسأل مرة ثانية
*و غنجة ..
حينها التفت له لمك ليقول بفم ملتو
*تاهت ..
قطب ديسم ليكمل لمك مقتربا منه
*تشتاق للخيم و للغجر وتحب البقاء في المدينة .. أشك أنها تفهم ما تريده .. لكني دائما قربها ..
نظر لديسم ليبتسم بسخرية
*يبدو أن مهمتي الأزلية لملمة شتاتها ..
ضحك ديسم بخشونة بينما اقترب الشيخ رجب و قد وصل لتوه للموقع .
بادره لمك على الفور
*حياك شيخي ..
*حياك ..
رد الكهل الذي غلبته السنون في أيام فقط و قد غلبها قبل كثيرا ..
بدأ ديسم يشرح له كل شيء عن خططه للعرض و لمك يرافقه ..
حتى انتهوا و جلسوا في المكان المخصص لراحة المشاركين بالعرض .. حيث أسرع أحد الرجال بتحضير القهوة ..
سأل رجب لمك متظاهرا بالقوة
*كيف حال عملك و حال غالية و غنجة ..
أجاب لمك على الفور
*ورشتي أقوم بها ببعض التعديلات وكذلك الشقة التي اشتريتها .. أما غالية و غنجة فهما ينتظران زيارتك ..
هز رجب رأسه بنعم يأخذ الفنجان من الشاب الذي حضرها ليحتفظ به معه دون أن يرجعه بسرعة كما هو معتاد , بل طلب منه أن يزيد الكمية ..
لم يرد على لمك الذي أصر بقوله
*غنجة تسأل عنك في كل مرة أذهب لها ..
لكن الشيخ تجاهل كلامه ليسأله متجنبا النظر نحوه بل يوجه نظراته للأمام وكأنه يراقب شيئا ما ..
*و أنت .. هل قررت البقاء هنا ..
ارتبك لمك .. يعرف أنه يتخلى عن قبيلته إن بقي .. لكنه وجد حياة هنا .. مستقرة بعيدا عن التنقل و التجوال , و كما أن المسؤولية التي حمله إياها رجب نحو غنجة تكبله .. لا يقدر لتركها لتلك العائلة رغم أنها عائلتها ..
كما أن غالية صحتها في تدهور ..
كيف سيتركها هنا ..
على الأقل حتى تجد طريقها .. لن يدعي أنه يحبها , فلم ينظر لها يوما كامرأة بل كان دوما يعتبرها كأخت له تحت مسؤوليته ..
بصوت واضح خافت أجاب باحترام
*و كيف سأتركهما خلفي يا شيخ ..
قطب ديسم و قلبه يعتصره ليهمس قرب لمك
*قد لا نلتقي مجددا ..
التوى فك رجب لتتسع عيني لمك هامسا
*لا بد أن تعودوا العام المقبل ..
لم ينطق ديسم بشيء , ولا الشيخ رجب سوى بهزة من رأسه لم يفهم منها لمك شيئا..
ليقول الشيخ بعد لحظة
*سأذهب معك لعندهما ..
هلل لمك على الفور وتأهب ..
و كما كان يتوقع .. ما أن رأت غنجة الشيخ رجب حتى قفزت تتعلق بعنقه كما اعتادت دوما تهلل فرحة
*و أخيرا .. و أخيرا قررت زيارتي ..
ونادت بصخب اشتاق له حقا
*خالتي .. جدي رجب هنا ..
أحس بقبضة على صدره .. نادته جدي .. تلك الشقية التي رباها طفلة نادته جدي بكل بساطة , وكأنه حقا جدها ..
*اتركي غالية ترتاح قليلا ..
أمرها لمك بذلك , لتنفذ على الفور , سعادتها تشع من عينيها وهي تراه قد أحضر لها معه بعض الأكلات المعتادة والتي فرحت بها أكثر من فرحتها بما حضرته ناهد , إضافة للصابون اليدوي الصنع الذي طلبته لتقول ضاحكة
*غالية لا يعجبها صابون المدينة يا شيخي ..
ضحك منتبها أنها عادت لمناداته شيخي ..
*غالية لا تعجبها المدينة من الأساس ..
وافقته على رأيه , واقتربت لتجلس قربه ملتصقه به , تحكي له كل شيء .. حتى قصة المطبخ وما فعلته به قصته له ضاحكة ..
تستمع لضحكاته بشوق ..
بينما لمك يراقب كيف كان الشيخ ينظر لها بتدقيق مهما ضحك أو أغرقتها حركاتها بالضحك .. يدقق بوجهها كأنه يحفظه !
لم يرتح لما يجري لكن ديسم لم يخبره بشيء ..
تركهما ليدخل ويطمئن على غالية .. ليجدها نائمة ..
انتابه الشك للحظة .. أيعقل أنها ماتت ؟
فاقترب بخوف ليضع كفه قرب أنفها .. لكن أنفاسها الهادئة المنتظمة جعلته يزفر براحة كونها لا تزال حية .....................................
نهاية الفصل

شببت غجريةWhere stories live. Discover now