✿ الـفـصــل الرَّابِع ✿

11K 555 174
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

أخيرًا بعدَ إنتهَاء الحَفل اللَّعينَ بسلاَم و ذهَاب جَميع المدعوين إستَطاَعَت أن تتَنفَس بأريحَة غَير مُصَدقَة أن هذَا الكَم الهَائل و الشَّقَاء المُتعِب التي قَامَت به رفقَةَ زملاءهَا قد مَرَّ بسلاَم و دونَ أيَة أخطَاء فذلكَ العَجوز الجَبَان المُخَرَف قَد أهلَكهُم الأَمس و اليَومَ حقًا بشدَة و بأوَامره اللَّعينَة الصَّارمَة حتَى كاد أن يُغمَى عليهِم من كَثرَة الحرَكة و العَمل المبذول دونَ توقُف ... زَفرَت الهَواء بحَنق و أخرَجَت هاتفَها البسيط المُتَواضِع من جيب بنطَالهَا الأسود لتتكلَم معَ صديقَتها التي لم تتلَقى أي خبرٍ عنهَا أو مكَالمةٍ منهَا منذ آخر تسوق لهمَا رفقَة بعضٍ كان الأسبُوع المَاضي

- هيا أجيبي عن الهَاتف أرجوكِ

تمتَمت بين شفتيهَا برجاء و هي تعضُ على شفتهَا السُفليَة من شدَة التَّوتر حين تَأَخرت صديقتَها على رفعِ السَّماعَة فالأَمر بدأ يقلقُهَا كثيرًا و يُرعبُها جدًا فمَاذا لو حدَث لهَا أمرًا ما أو أصَابَها مكروه لا سَمَح الله فهيَ تعرف هذه الفتاة البلهَاء جيدًا و أكثر من نفسهَا إنهَا متهورة و عديمَة المسؤوليَة مما يُلحقَهَا ذلك بأضرارٍ كثيرَة كما سبق و لَحقَهَا من قبل ... تنَهدَت بإرتيَاحٍ كبير و عَادَت دقَات قلبهَا السَّليمَة حين سمعَت صوتَها تلقي عليهَا السَّلام و مَا لبَثَت مليًا حتى تحوَل خوفَهَا الى ثورةٍ من الغَضَب و الهيجَان قائلَةً لهَا بصراخ لا يخلُو من التَّأنيب و اللَّوم كأنها إبنتَهَا

- أين أنتِ أيتهَا الحَمقَاء ! لمَاذا لا تُجيبينَ عن الهَاتف اللَّعين !

ردَت عليهَا الأخرى ببرودٍ تُطمئنُهَا عن حالِها

- أعذريني حبيبَتي فالعَمَل فوقَ رأسي كما أنني خارجَ البلاَد حاليًا

شَهَقَت ريتَاج بصدمة و صَرَت على أسنَانِهَا بغضبٍ فهذه اللَّعينَة تريد قَتلهَا حتمًا في يومٍ من الأيَّام بأفعاَلهاَ التي تثير فكرَة قتلهَا و التَّخلص منهَا للأبد

- أيتَها الغبية لماذَا لم تخبريني بذلكَ سابقًا !

بَادلَتهَا الأخرى الصُّراَخ و قالَت لهَا بإنزعَاج فهذه الرّيتَاج تريد أن تُفقِد لهَا طبلَة أذنهَا يومًا بصراخِها المزعج الذي يزيدُ من حدَته في كل يومٍ يمر

- أيتهَا الجبَانة كم مرة قلتُ لكِ أن لا تصرُخي في الهَاتف كدتِ أن تصيبيني بالطَّرش و لا تَقلَقي سآتي بعد أربَعَة أيام و أحكي لكِ كل شيئ

هَدَأت ريتَاج و هزَت رأسَهَا بالموافَقَة و كأن صديقتَها امامهَا تنظر إليهَا و قالَت لها بنبرة تحمل الكثيرَ من التَّوعد

- حسَنًا سَأنتظرك و حينَهَا كوني متأَكدة أن نهايَتَكِ اللَّعينَة ستَكون على يدي أيتهَا الحمقاء أعدكِ بذلِك

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن