✿ الــــفــــصـــل الثَّامن و العشرين ✿

4K 206 7
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿
 

لقد كانت ( ريتاج ) مترددة كثيرا و لا تنكر أن بصيص من الخوف رافقها حين إتصل بها ( إيهاب ) صباح هذا اليوم الباكر مصرحًا لها بأن لا تأتي اليوم للعمل كونها كانت أمس مريضة ليس هذا ما أثار ذعرها بل نبرة صوته الغاضبة و هو يأمرها بفعل ذلك و أنهى المكالمة حتى قبل أن يسمع إجابتها شيئ ما آلمها أنه مازال غاضبا من تصرفها البارحة في موضوع " المصعد " هل وضعته في موقف محرج لهذه الدرجة ! هل ما أصابها في المصعد برفقته كان سيسبب له كارثة لهذا الحد ! لا تنكر أن عدم إبلاغه بما بتعلق بفوبيتها كان أسلوب طفولي لكن لم تفكر أبدا أن بهذا ستجعله حانقا منها فأثر ذلك على يومها البائس و مرَّ عليها بمزاج غير جيد و كل الأفكار التي كانت تجول برأسها أكثر تعقيدا فتعطيها طاقة سلبية جعلتها في ضغط شديد أوجع رأسها و سبب في صداعه غير آبهة أن نبرة ( إيهاب ) الغاضبة منها ليس لأجل المصعد و إلى ما ذلك بل كان السبب الحقيقي حين سأل صباحًا سائقه عن أمر إيصالها لباب المنرل و علم بأنها لم تسمح له بذلك و أوقفته في نصف الطريق مما جعله يريد ان يذبحها لفعل ذلك فلماذا لم تترك سائقه يقودها حتى باب المنزل هذا كان كفيل بدوران ملايين الأفكار في رأسه فإتصل بها يمنعها من المجيئ اليوم لأنه لا ينكر أنه لو رآها سيستشط غضبا و ينفجر كالأسد أمامها فهذا ليس أول خطأ فعلته أثار غيضه فهو أبدا لم ينسى قصة المصعد و فعلتها الغبية في البقاء صامتة و لم تخبره بأنها لا تقدر الصعود معه لكن سيأتي اليوم المناسب و يحاسبها على كل صغيرة و كبيرة و ليرى كيف ستبرر له كل ما فعلته و سبب هذا العناد و التغير المفاجئ الذي طرأ في شخصيتها مؤخرًا و الذي يثير إنزعاجه أكثر , صوت فتح باب مكتبه جعله يتطلع للضيف الداخل الذي كان ( سيلين ) التي ابتسمت في وجهه و جلست بجانبه في الكنبية ليترك هو الحاسوب من يده واضعا إياه على الطاولة منصتا لها

- ها ذا أنت هنا حضرة السيد إيهاب , لقد أصبحت كسلطان البلاد الذي يصعب أن نلتقي فيه أو نتحدث معه إلا بعد معجزة و مليون عقبة

ضحك ( إيهاب ) بخفة و أعجبه تشبيهها له لكثرة إنشغاله و عدم توفره و وجوده كثيرا و أردف بصدق شديد 

- أعلم ذلك عزيزتي لكن الأعمال فوق رأسي خاصة هذه الأيام و أعرف أنك منزعجة لعدم ردي على إتصالاتك قبل يومين فحقا مئات الأشياء و الأشياء تدور في رأسي و يجب أن انجزها في وقت وجيز دون إضاعة أي ثانية

و أكمل بلطف

- اذا ما كان سبب إتصالك بي ؟

طالعته بنصف عيونها كالطفلة و من ثم إبتسمت ببراءة قائلة بترجي طفولي

- أردت دعوتك للغذاء برفقتي فهيا بنا الان

و لم تترك له مجالا للإعتراض و سحبته من ذراعه كي يقف و يذهب معها و كان هذا ما قام به تعويضا لها فهو حقًا قد إنتبه إلى إتصالها قبل يومين فقد كان في غرفة ( ريتاج ) إلا أنه ظن أحد حراسه فتجاهل الأمر و نام و حين أدرك أنها المتصل لم يكن له الوقت للتحدث معها و نسي أمرها بالفعل ..

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن