✿ الــــفــــصـــل الثاني و العشرون ✿

5K 249 35
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

خرجت من المطعم تُسابق الرّياح حاملة أغراضها تذهب و لن تعود أبدًا إنها فرصة للهروب ستهرب من كل شيئ ستُنقذ نفسها من المدير و تُنقذ قلبها من إيهاب .. رددت إسمه داخلها فهل يا تُرى ماذا ستكون ردة فعله إن علِم أنها لن تعود بالفعل إلى العمل لتزفر بعدها فورًا فأكيد من تكون هي لتظن أن غيابها سيُشكل فارقًا كبيرًا له حتى ينتبه إلى عدم وجودها .. إشارة من يدها أوقفت سيارة أجرى و ركبت فيها بعدما أخبرته عن وجهتها فبالنهاية هي قادرة على أن تُقنع نفسها أن هذا هو الحل الوحيد فلن تستطيع مواصلة العمل في مثل هذا المكان .. المكان الذي كان سيدمر حياتها و يقلبها رأسًا على عقب .. أسندت رأسها على زجاجة باب السيارة تفكر أنها لن تخبر أمها بأي أمر ستبدأ بعد يومين من الراحة البحث عن عمل جديد و تأمل بأن الله يساعدها في ذلك استنشقت الهواء بعدم حماس و اغمضت عيناها تتمنى لو الطريق يطول و يطول حتى تتخلص مما تشعر به في هذه اللحظة ...

أصوات الضحك تملأ تلك الحديقة الواسعة ليلاً فإيهاب و سيلين و مريم جالسين على طاولة العشاء في ذلك الجو الرائع يتقاسمون الكلام و تارة المزاح فهي كانت سعيدة جدًا بأن الحظ بدأ يفتح أو فتح بالفعل أبوابه لها أمَّا هو فكان سعيد و غافل تمامًا عما تفعله سيلين و مالذي يدور بداخل رأسها إلا مريم التي كانت تُداري شكها بإبتسامتها الطيبة الأمومية فوضع إبنتها و سعادتها و مرحها و عفويتها مع إيهاب لم تُعجبها بالمرة فهي بدأت ترتاب من وضعها حقا إنها كالكتاب المغلق بإحكام الذي لا تعرف أبدا ماذا تُخطط له فلسانها يقول شيئ و أفعالها تقول شيئ آخر

- أمي ! هل تعلمي أنني سأبدأ العمل في شركة إيهاب منذ الغذ ؟

اردفت ( سيلين ) بحماس شديد كان جلي على نبرة صوتها فتطلعت ( مريم ) لها بعدم وضوح ثم زاغت بعيونها نحو ( إيهاب ) الذي كان مبتسم بإشراق و كأنه يؤكد لها ما قلته إبنتها للتو فلم تعرف بماذا ستُعلق الآن على هذا الشيئ هل تعتبره خبر سعيد أم شيئ خطير و حين طال صمتها أضافت ( سيلين ) بطفولية ممزوجة ببعض من المزاح و هي تحادث ( إيهاب )

- أنظر إليها إيهاب إنها حقًا لا تُصدق بأن إبنتها الكسولة بدأت تشعر بالمسؤولية و تريد أن تكدح و تجتهد في حياتها

قهقه الآخر و نسمات الهوء تداعب شعره الكحلي مردفا بإستمتاع و هو ينظر إلى ( مريم ) بحب

- إنها صادقة في ما تقوله فأنا بالفعل قد وظفتها اليوم في شركتي و ستبدأ العمل بشكل جدي للغاية و ستبدأ من صباح الغذ التدريبات لمدة أسبوعين و سأرى إن كنت سأعطيها منصبها الذي تستحقه أم أطردها فورا

نظرت إليه ( سيلين ) بطرف عين تمثل له حنقها المصطنع عن كلامه الأخير ليرد عليها بغمزة من عينه جعلتها تضحك و بالأخير استطاعت والدتها ان تتكلم حين شعرت ببعض من الراحة و أن إبنتها ربما بالفعل تغيرت و غيَّرت نظرها أخيرًا عن َ( إيهاب )

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن