✿ الــــفــــصـــل الخامس و العشرون ✿

5.2K 271 36
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

فتحت عيناها تُطالع الغرفة التي كانت بداخلها لتُلقي نظرة على نافذة الغرفة و تجد ضوء النهار قد إكتسَح السماء التي طغت عليها زرقوة الصباح الباكر و إحتَل ذلك الضوء الخفيف المكان المتواجدة فيه لتتذكر فورًا تفاصيل ليلة أمس و كل ما جرى فيه لتطرد ذلك من رأسها لا تريد من الآن تعكير مزاجها , استدارت نحو الطاولة الصغيرة التي على جانب السرير و على رأسه بالضبط و أخذت هاتفها تُلقي نظرة فوجدت الساعة الخامسة و ربع صباحًا لتقوم من الفراش جالسَة و هي تلغي توقيت المنبه فقد نهضت قبل الساعة التي حددتها , وضعت الهاتف في مكانه و فكرة راودتها بأن لا تذهب و تُغلق على نفسها هنا و لا تراه مجددًا لكن سرعان ما وضعت تلك الفكرة جانبًا فهي لن تخاف ستواجهه و تذهب للعمل هناك و مضطرة غصبًا عنها أن تراه طوال اليوم و بشكل يوميا أيضاً و هكذا ستتحدى قلبها و تنساه فورًا فالهروب و الإختباء من ( إيهاب ) لن يجدي نفعًا كما أنه مجنون بالكامل فلو لن تذهب للعمل سيغضب كثيرًا و ربما سيأتيها إلى هنا مجددًا و هذه المرة لن تكون بطريقة سلمية كما فعل أمس ليس لخوفها منه لكن حقًا لا تريد أي إصطدام به فتعلم أن مهما ستختبئ هنا سيلاحقها أكثر كما أن فرصة هذا العمل لا تُعوض أبدًا ستترك مشاعرها و عاطفتها بعيدًا و تفكر بعقلانية أكثر فالفرصة التي أتتها على طبقٍ من ذهب لن تضيعها فهي كانت تبحث عنها دائما و حين أتت إليها أخيرا ستكون جد غبية بفقدانها من أجل قلبها اللَّعين الذي إذا فعلت ما يُرضيه ستكون نهايتها ناذلة في مطعم آخر أو تعمل في عمل أدنى منه و تلك خسارة كبيرة كونها فتاة خريجة من الجامعة , قامت على ساقيها بعزم و إرادة و خرجت من غرفة والدتها التي نامت فيها نحو خزانة غرفتها داعيةً أن تجد شيئ يلائمها من الملابس كونها ستكون سكرتيرة فهي لن تُحرج نفسها تعلم أن شركة كشركة ( إيهاب ) عُمالها يرتدون أفخم الملابس و حتى و إن كانت ملابسها غير فخمة ستجعلها كذلك و تمنح لمظهرها طابع سكرتيرة التي إذا شعرت بالعيون عليها لن تشعر بالخجل من ما ترتديه بل ستسير و تعمل بثقة و رأسٍ مرفوع , فتحت خزانتها و بدأت في إقتناء كل قطعة ملائمة لكي ترتديها و وضعتها فوق فراشها و بدأت في تنسيق القطع مع بعضهما و كانت جد سعيدة أنها قد إشترت هذه الملابس ذات الطابع الرسمي لأنها كانت تأمل عند تخرجها من الجامعة و بحثها عن العمل في الشركات أنها ستتوظف فورًا فجهزت و اشترت هذه الملابس التي لم تسنح لها الفرصة للبسها إلا اليوم , ابتسامة طغت على ثغرها فهي ستكون جد جميلة حين ترتدي هذا و سارت مسرعة تأخد حمامًا و ستخرج لتبدأ في الإستعداد فهي لديها الوقت الكافي حتى تخرج ناحية وجهتها و بالفعل استحمت لمدة لم تستغرق طويلاً و سرحت شعرها الطويل و إرتدت تلك الملابس التي كانت على هيئة قميص أبيض بأزارٍ و ذو أكمام طويلة و رافقته بتنورة سوداء تصل إلى مستوى ركبتيها بارزة سيقانها الطويلة البيضاء و الرشيقة و ختمت ذلك بحذاء ذو كعب عالي أسود و اتجهت نحو المرآة تُزين شعرها الذي جعلته كعكة يعتلي وسط رأسها و تركت متعمدة خصلات شعرها الأمامية تتمرد و ترتمي على جانبي وجهها و أظهرت تفاصيل و ملامح عيونها بذلك الكحل و الماسكارا التي جعلت نظرات عيونها قاتلة و فاتنة و نزلت إلى مستوى فمها الذي جعلت أحمر الشفاه الغامق يطغى عليه و لم تنسى أن تزين وجنتيها بحمرة خفيفة و ختمت ذلك و هي تضع أدوات الماكياج فوق طاولة الزينة و توجهت إلى مرآة خزانتها التي تسمح لها برؤية كامل جسدها لتبتسم و تتطلع إلى حالها بإفتخار شديد و هي ترى التحفة التي صنعتها بيدها و أقسمت في داخلها أنها لن تهرب أبدا مما سيحدث لها ستواجه كل شيئ و ستنسى ( إيهاب ) و تقتل تلك المشاعر التي تعتلي قلبها فهي واثقة من أنها ستقدر على ذلك فلن تكون الفتاة الضعيفة البائسة التي أحاسيسها تتغلب عليها و حملت حقيبتها متجهة ناحية المطبخ فهي ستشرب قهوتها و تخرج لكن قبل أن تفعل ذلك ستجري إتصالاً مع والدتها أو تبعث لها رسالة بما أن الوقت باكرًا فهي منذ ذهابها لم تتصل بها أبدًا و ترغب أيضا بأن تعلم هل هي و ( مازن ) سيأتون اليوم أم لا ...

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن