✿ الـفـصــل السَّادِس ✿

8.5K 519 242
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

إنقَبَض صَدرهَا بشيئٍ من الإنزعَاج الممزوج بالقَلَق و إعتلَى الغَضب دَاخلَهَا و هيَ تمشي في الرِوَاق أمَام ذلكَ الشَاب الوَقِح الذي تَشعر بنَظرَاته الكريهَة المثيرَة للغثيَان مسَلَطَة بقوَة على تَفاصيل جسَدهَا يلتَهمهَا بعينَاه بكل وقَاحة و جرأَة و كأنه يجرِدهَا من ملاَبسهَا بنظرَاته القذرَة التي لَم تَنزَاح عنهَا قط ... أخذَت نفسًا طويلاً تمنَع نفسَهَا من الإلتفَات إليه و الصّرَاخ في وجهِه و سبِه و شَتمِه على وقَاحته و انعدَام أخلاَقه فيكفيهَا أنهَا منذ اللَحظَة التي شعَرت بسفالَته و هيَ تتخبَط داخلَهَا و تلوم حاَلهَا على مقداَر غبَاءهَا و سذَاجتهَا فلقَد كانَت الجبَانة بمقدورهَا رَفض طَلَب العجوز الأحمَق فبالأخير ليسَت هيَ من أوقَعَت عليه فنجَان القهوَة و لَم تكن السببَ في اتسَاخ قميصَه أي لم تَكن مسؤولَة عن أي شيئ حدَث منذ قليل كي تتَكفَل بتَنظيف قذَارة هذَا الأخرَق الذي مازَاله يمشي ورَاءهَا ككلب مطيع لكن تلكَ الكلمَة " لا " أبَت أن تخرج من حلقهَا و لَم تَجد بمَا ترد علَيه إلاَ بسَاقيهَا اللتَان انطَلَقوا برضوخٍ لأمر مديرهَا بكل طَواعيَة و كأنهَا نُومَت مغنَاطيسيًا .. تَأفأفَت بحَنق تزيل تلكَ الأفكَار من بَالهَا محَاولَة بقدر الإمكَان التركيزَ على عملهَا الموَكل القيَام به الآن و هي تفتَح باب الغرفَة رقم (1741) بالكارت الخاص و بطريقَة تَعودَتهَا من عملهَا انزَاحَت عن البَاب بعد فتحِه و قَالَت بأدَب مقتَضب دونَ النَظَر إلى وجهه المُقيت الذي حتمًا إذَا ألقَت نظرَة عليه من جَديد ستُفقِد التَحَكم بحَالَها و تقفِز عليه تشوهه لَه دون شَك

- تفَضَل بالدخول سيَدي

تَطَلَع ( خَالد ) إليَها بعيونِه الخَضرَاء التي لَم تَنزَاح عنهَا قط و شَكَرهَا بإبتسَامَة صَفراء فهِمَت معنَاها و بَاتَت تُميزهَا عن جميع الإبتسَامَات فهذَا الَوقِح لَن يفَاجأَهَا أبدًا فهيَ تعرِف الكَثير من أشباهِه .. ابتَسَمت بتَفاهَة على ذلك و دَخلَت وراءَه الى الغرفَة لكن ليسَ قبل أن تضَع مُثبِث للبَاب ليبقَى مفتوح على حَاله فمنَ الغَبَاء لَها أن تَضع ثقتَها في فتَى لَعوب و سَخيف أيضًا فهيَ متأكدَة أن ورَاءه مصيبَة ستنكَب على رَأسهَا كطوفَان حتمًا و يَاليَت لَو أنهَا لم تَلعَب بنفسهَا و تخَاطر بالدخول معَه هنَاك ...

دَخَلَت قبلَه الى الحمَام الوَاسع الجَميل الذي يَخطٌف الأنفَاس بديكورِه الجَذَاب و ألوَانه المُتنَاسقَة بينَ الأزرَق الغَامق و الأسوَد و إتسَاعَه الذي يأخذ حجمَ غرفَة كَاملَة بالإضَافَة أرضيَته البيضَاء النَاصعَة التي تلمَع كاللؤلؤ و تلكَ النَافذَة الكبيرَة التي تطل على المدينَة من الجَانب الخَلفي للفندق بشَكل يخطف الأنفَاس .. انتَبَهَت على سرحَانهَا الغبي في تلكَ الأشياء المبهرَة و استَدَارت لذلكَ الذي كانَ واقف ورَاءهَا بصمتٍ يكمل في مشَاهدَة تحَركَاتهَا و تقييم منحَنيَاتهَا بإستمتَاع فإستَطرَدَت الأمر أولاً قائلةً ببرود استَفَزَه فهيَ من سَابع المستحيلاَت أن تقومَ بتنظيف قذَارَة قميصَه أو الاقتَراب منه

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن