✿ الـفـصــل الحاَدِي عشَر ✿

6.9K 386 114
                                    

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

في المكتب :

وَقَفْتُ أَمَامَ بَابِ مَكْتَبِه الْمَفْتُوح و يَدِهَا مازالَت مُعَلَّقَة عَلِيّ مُقْبِضٌ الْبَاب الذَّهَبِيّ تَنْظُرُ إلَى شَكْلِه و هُو مُنْغَمِسٌ فِي تِلْكَ الْأَوْرَاق الْمُتَنَاثِرَة أمَامِه بِكُلّ تَرْكِيز و إمْعَان و تِلْك الْجِلْسَة الواثقة أَشْبَه بِجِلْسَة السُّلْطَانُ عَلَى عَرْشِهِ بِأَكْمَام قَمِيصَه الْمَرْفُوعَة أَعْلَى يَدَيْهِ وَ تِلْك الشعيرات السَّوْدَاء المتمردة الَّتِي سَقَطَتْ عَلَى جَبِينِهِ بِرَاحَة تَامَّةٌ جَعَلَتْه يَبْدُوَا كَأَحَد ابْطَال السِّينِما بوسامته و رجوليته الَّتِي تُخْلَقْ لَهُ هَيْبَة أَيْنَمَا تَوَاجَد

- هَل ستظلي وَاقِفَة هُنَاك ؟

جَاءَهَا صَوْتَه الأجش متسائلا و هُو مُنْغَمِسٌ فِي أَوْرَاقَه جَعَلَهَا تُشْعِر بالخجل مِنْ حَالِهَا فَمَاذَا لَوْ أَمْسَكَهَا تُحْدِق فِيهِ وَ تَتَأَمَّل فِي تَفَاصِيلَه كَالْمَجْنُونَة الْحَمْقَاء , بَلَعَت رِيقِهَا و تَقَدَّمَت تَسِير نَحْوَه بَعْدَمَا أُغْلِقَت الْبَاب وَرَاءَهَا و هِي تَحْمَدُ اللَّهَ فِي سِرُّهَا أَنْ انظَارِه لَمْ تُرْفَعْ نَاحِيَتِهَا بَعْد و قَالَت بِهُدُوء مُبَطَّنٌ بِالسُّخْرِيَة تَرِدُ عَلَيْهِ

- كُنْت أَنْتَظِرُكَ أن تَقُولَ شَيْئًا مِنْ هُنَاكَ لَكِنْ لَمْ أَكُنْ اعْلَمْ أَنَّك تَحْسُن ضِيَافَة زائريك بِهَذَا الشَّكْل

فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ بِالتَّحْدِيد رَفَع عُيُونَه الصقرية نَحْوِهَا يَتَطَلَّع لِجَمَال عُيُونُهَا قَائِلًا بابتسامة مَاكَرَه و هُو يُرِيح ظَهْرِه عَلَى كُرْسِيِّهِ الفخم يَتَلَاعَب بِقَلَمِه الفضي بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ مستمتع بِذَلِك التَّمَرُّد الَّذِي يُطِلْ مِنْ مُقْلَتِي بندقيتيها الغاضبتان دَائِمًا

- أَكِيدٌ ساحسن ضِيَافَة زُوَّارِي خَاصَّةً إنْ كَانَتْ ضيافتهم ستطول لِمُدَّة أُسْبُوع كَامِلَة مِثْلَك آيَتِهَا القزمة

تلاشی بَريق الِانْتِصَارُ مِنْ مقلتيها و هِي تُسْمَعُ فِي قصفه الْجَبَّار الَّذِي جَعَلَ الْغَضَب يَرْتَسِم عَلَى مَلامِحِ وَجْهِهَا الْهَادِئ فحدقت فِيه بِسَخَط ظَاهِر و هِي تتعجب بسرها مِن تَلْقِيبِه لَهَا بِأَنَّهَا ذُو لِسَان طَوِيلٌ و هُوَ نسِّيَ حَال لِسَانِه السّلِيط الْأَشْبَه بِالضِّفْدَع .. جَبَرْت نَفْسَهَا عَلَى اِبْتِسَامَةٌ بَارِدَة و هِي تَسْأَلُه بِمَلَل حِين تَذَكَّرْت وُجُودِهَا الْعَاجِل هُنَا

- إذَا لِمَاذَا طلبتني ؟

زُفَر الْهَوَاء بِرَاحَة و هُوَ يَقُولُ ببراء متلاعبة وَاثِق مِنْ أَنَّهَا ستجن حَتْمًا مَنْ وَرَاءَهُ خَاصَّة خِلَال هَذَا الْأُسْبُوع فَهُو عَازِم بِشِدَّةٍ عَلَى إتْلَافِ اعصابها فببساطة الْأَمْر يُعْجِبُه كَثِيرًا أَنَّ يَتَسَلَّى عَلَى حِسَابُهَا

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن