✿ الـفـصــل السَّابِع ✿

8.5K 474 193
                                    


✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

تَوَجهَت بخطَى سَريعَة تَنزل تلكَ السلاَلم بسَاقين مرتَجفتَين مغَادرتًا ذلكَ الطَابق المَنحوس و هيَ تُجَاهد نفسَهَا بأن تَبقَى هَادئَة مسيطرَة علَى حالهَا قَدرَ الإمكَان برَسم تلكَ الإبتسَامَة المُتَرددَة على وجههَا الطفولي الَشَاحب و هيَ تَسير بخطوَات شبه وَاثقَة محَاولَه أن لاَ تلفَت أنظَار زملاَئهَا في المَطعَم و إلاَ ستَكون في مصيبَة أخرَى فهيَ تعلَم علمَ اليَقين أنَهم إذَا عرَفوا بمَا حدَث قَبلَ قليل لهَا في تلكَ الغرفَة لن تَنجو من ألسنَتهم عَديمَة الرَحمَة و شكوكهِم السَطحيَة التي ستُرَاودهُم فجَأة نحوهَا ... أبعَدَت تلكَ الخَصلاَت عن وجههَا و ابتَسَمَت بسخريَة على حالهَا مستَغربَة طينَة هذَا المجتَمَع اللَعين و طريقَة تفكيرِه المُتَخلفَة فالبرَغم من أنهَا بريئَة يجِب أن تخَاف على نفسهَا من الإشَاعَات و الأقاويل السَخيفَة فالبَرَاءَة وحدهَا لا تَكفي في هذه الظرُوف معَ مجتَمَع  يَتوق بشدَة لإنتزَاع مكَانَة المَرأة و سَلبهَا حقوقهَا حتَى لو كَانت هيَ الضحيَة و ليسَت المجرمَة .. قَطَعَت تفكيرهَا و هيَ تزفُر الهَواء بضَيق مزيلَة تلكَ الأفكاَر عَن بَالهَا و عَدَلَت هندَامهَا قبلَ دخولهَا المَطعَم فلَن يعرِف أي مَخلوق بمَا حدَثَ لهَا طالمَا لن تتَكلم هيَ ..

                             ....................................................                                             

هدُوء مرِيب و صَمت مخيف خيَّم أجوَاء ذلكَ المَكتَب الصَغير لاَ يُسمَع فيه إلاَ صَوت الأنفَاس المرتَعبَة و النَظرَات المضطربَة من ذلكَ الوَاقف أمَام البَاب و هَالَة من الجمُود تغَلفُه و بُرود مخيف يحيطُ قَسمَات وجهه الصَارمَة و هوَ يُطَالع تلكَ الفئرَان المفزُوعَة منه بعيونِه الصَقريَة القَاتلَة بكل هدُوء و سَلاَسَة عَكسَ ذلكَ العَجوز الذي إرتَعدَت أوصَاله بخَوف و تلكَ العَاهرَة التي تَصنَمَت في مَكانهَا بفَزَع كبير لاَ تقوَى علَى النُطق و ذلكَ الشَاب الحقير ( خالد ) الذي كَانَ شبهَ مَيت بوجهِه المُلَطخ بالدِمَاء و عيونِه المنتَفخَة المُزرَقَة من اللَكمَات التي وُجهَت لَه ... قَاطَعَ ذلكَ الصَمت المُريب و الوَضع المضطَرب الذي دَام فتَرَة معدودَة صَوت ( نور ) و هي تُقَدم رِجل و تُؤخِر الثَانيَة بتَردد قائلَة بنبرَة مهزوزَة تَدل على مدَى مقدَار خوفهَا من ذلكَ الوَحش الوَاقف أمامهَا

- س .. س..سيدي ... استأ.. أستأذن منكُم .. سأخرُج من هنَا فورًا .. عن .. اذنِكم

و أنزَلَت عينَاهَا للأسفَل مخَافَة منه و هيَ توَاصل سيرهَا لتتخطَاه تريدُ الهروبَ من هنَا حالاً لكنهَا فجأَة تَوقفَت عَن ذلك و صَرخَة ألَم افلَتَت منهَا و هيَ تَشعر بيَده الخَشنَة تشُد على شعرهَا بقوَة جاذبًا إيَاهَا نحوَه قائلاً بهدوُء مريب و عينَاه تزدَاد سَوَادًا فهوَ لَم يفتَح مكَان دعَارَة هنَا في فُندُقِه و مَطعَمه كَي يرَى تلكَ القذَارَة بمُجَرَد إقتحَامه المَكتَب

ثمن الخطيئة { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن