اسْمُهَا مَاي

11.8K 872 259
                                    

سابقا:

يرن الهاتف بتلك الغرفة التي يطغى على زينتها اللون الأزرق، اقتربت تلك السيدة التي تبدو في أربعيناتها ترتدي ذلك المعطف من الفرو ببطئ منه لتجيب:"ألو!"

"مرحبا أمي هل وجدتموها؟"

تكلمت كأنما تخاف مما ستقول:"نعم، و عُد بسرعة هناك ما يجب أن تعرفه."

التفتت نحو العجوز التي تجلس بلامبالاة بأحدى الأرائك بالزاوية:"نيم قادم وصدقيني لن أكون من سيخبره فلتواجهيه لوحدك."

قالت العجوز:"ماذا؟ أهو شيء سيء؟ لقد حان الوقت إلى متى التأجيل."

"لا أهتم ولكن الحديث معه سيكون مشكلتك."

العجوز:"جبانة كعادتك لو كان الأمر لي في ذلك الحين لما تمَّ اختيارك من الأساس."

"لا أريد أن أتجادل معك تجادلنا كفاية لما يقارب ثلاثة عقود."

العجوز:"نعم بالطبع فلازال أمامك كنة لتنكدي حياتها."

"لست مثلك سأعاملها كابنتي."

غمغمت العجوز مكلمة نفسها :"كنت أتبنى نفس الفكرة لكن رؤية وجهك غيرتها."

"ماذا؟"

العجوز:"قُلتُ سنرى."

بعدَ بعض الوقت دخل ذلك الشاب أبيض البشرة ذو الشعر الأسود المنسدل على جبهته بالطريقة الآسيوية، عيون زرقاء غامقة، ملامح حادة تشع صرامة وفك عريض منحوت.

"مرحبا أمي، مرحبا جدتي، أين كنت أقلقتنا عليك؟"

حركت المرأة حواجبها نحو العجوز بحركة ذي معنى.

تحدت الشاب:"ما الأمر ؟"

العجوز:"نيم تعال أعطني قبلة."

نيم:"جدتي إياك أن تقولي شيئا كهذا  أمام الآخرين."

المرأة:"ستفعل بالطبع، فالإحراج وظيفتها."

العجوز:" قالتها ملك..."

نيم:"توقفا ألا تتعبان من الجدال الآن أخبراني فقد فوَّت محاضرة."

نطقت العجوز بكل برود:"لقد أعطيتُ القلادة."

وضعت المرأة يدها على عنقها في ترقب.

نيم صارخا:"ماذا ؟ أخبرتكم لألف مرة لا أريد ذلك الأمر.لا أريدها!"

المرأة التي يبدو أنها توقعت ردة الفعل هذه:" لم تكن لي كلمة في هذا الشأن ولم أعرف إلا قبل قليل."

May|مايDonde viven las historias. Descúbrelo ahora