كَيْفَ تَجْرُؤ؟

5.6K 468 86
                                    

مر الآن ما يقارب الشهرين على ذلك اليوم، عادت حياتي لمسارها الطبيعي؛ لم أسمع شيئا عن نيم أو الذئاب الزرقاء لكن ذلك لا يعني أنني لم أفكر بالأمر فلم يمر علي يوم لم أفكر بنيم وبهم ، و حتى مطر ليس لها أثر.

ويوما رحلت هي الأخرى بعد ذلك اليوم فرافتاليا تلك أرسلت في طلبها بشكل عاجل يبدو أن مصاص الدماء ذاك كان على حق فهي في مأزق ما.

المدرسة والحصص وكل ذلك الهراء بدا ناقصا فرغم وجود ڤيونا وكلاود وكذلك برونو الذي عاد لنشاطه الطبيعي وشفي بعد تلك الحادثة إلا أن غياب مطر ترك فراغا كبيرا والغريب أن كليلة تتفاداني ولا تلقي علي التحية حتى؛ فعندما تكون مع برونو وكلاود وڤيونا فور انضمامي تجد عذرا ما وترحل ، لذا أصبحت لا أنضم لهم في حالة وجودها لتفادي الأمر.

الشيء الوحيد الجديد في هذه الفترة التي مرت هو أنني حصلت على رخصتي الخاصة وصرت أقود للمدرسة أو لأي مكان لوحدي دون أن أكون عبئا على أحد رغم أن هذا الأمر لم يعجب برونو كثيرا قائلا أنه كان يحب دور السائق الخاص فقد باح لي بإعجابه أخيرا لكنني أخبرته أنني لست مستعدة لأي ارتباط أو لإفساد صداقتنا؛

وطبعا بعد أن أخبرت ڤيونا بالأمر صرخت بوجهي وظلت لثلاث أيام تتصل بي لتعاتبني وتقفل الخط بعد ذلك.

إلى هذا الصباح عندما أتيت إلى المدرسة وجدت إعلانا أوقفني لبعض الوقت؛

"دار بلوف للنشر والتوزيع تتشرف باختيار موهبة هذه السنة من مدرستكم"

وبالملصق صور للفائز بالموسم السابق ولا داعي لحزر من معه بالصورة، فور رؤيتي لتلك الصورة غمرني شعور مختلط من الحماس والحزن؛ لا أعلم مصدره.

لقد كان نيم بنظرته الواثقة تلك تعلو وجهه ابتسامة خفيفة.

"آخ!" ارتطم بي أحد التلاميذ وغمغم معتذرا ما أيقظني من شرودي لأُدرك أنني وقفت هناك مطولا وأن جرس الحصة الأولى قد رن بالفعل.

ذهبت بسرعة لحصة الكيمياء تلك ، دخلت تحت نظرات الجميع فقد كان السيد كيم يوزع أوراقا على الصف فقال ساخرا فور رؤيته لي :"أهلا آنسة شنكار يبدو أن من قلة ذوقنا أن نبدأ من دونك."

وهذا ما كان ينقصني اختبار مفاجئ وسخريته تلك.

أجبته وأنا أجهز مكاني لأجلس:"لا مشكلة فقد اعتدتُ الأمر."

نظر لي بحنق قبل أن يقول:"الإختبار ساعة واحدة هيا ابدأوا."

"امم سيد كيم أعتقد أنك نسيت أن تعطيني نسختي من الإمتحان."

May|مايWhere stories live. Discover now