جَوْلَة لَيْلِية.

7.3K 657 124
                                    

بقيتُ أفكر لبعض الوقت بأحداث هذا اليوم كما أفعل عادة، التفكير الزائد كل ما أبرع فيه، أحلل هنا وهناك وأنهك نفسي.

تضحكني أمي عندما تنعتني بأنني لا أفكر وهو كل ما يرههقني على الدوام.

نضهت من مكاني بعد فترة وضعت ُ تلك القلادة حول عنقي، ذهبت للشرفة ، وقفت هناك لبعض الوقت قبل أن أسمع بعض الضجيج قادم من السقف.

يبدو أنها القطط ثانيةََ.

رنَّ هاتفي في ذلك الوقت، انه رقم مطر، وأخيرا.

أجبتُ على الفور ليأتيني صوتها المرتجف الباكي من خلف السماعة:"ماي أرجوك تعالي خذيني أرجوك."

"أين أنت؟ ما الذي يحصل؟"

مطر:" أنا بالبيت." وانقطع الإتصال.

عدتُ للداخل بسرعة، ارتديتُ بسرعة سترة من الخزانة وذهبتُ أجري للخارج.

وقفتُ لبعض الوقت، تبا ولا سيارة أجرة.

عُدت للمنزل لآخذ مفاتيح سيارة أمي، لا خيار أمامي.

رغم أنني لا أمتلك رخصة إلا أنني أعرف كيف أقود.

أرجو أن لا تسمعني أمي.

شغلتُ السيارة وانطلقت، منزلها بعيد بعض الشيء كما أن المنطقة ليست بتلك الجودة.

فبعد دخول والدها إلى السجن، سُلِبَ كل شيء منهم، وانتهى بها وأمها الحال بالعيش في منزل صغير في إحدى الضواحي حتى أن شقيقها الأكبر توفي بالخارج مباشرة قبل أن تقع كل تلك المصائب على رؤوسهم.

لكنها ستكون بخير، فتأمين حياة شقيقها باسمها ستستلمه فور وصولها للثامنة عشرة.

أمضيت تلك الطريق على أعصابي يا ترى ما الذي يحصل معها.



ووصلتُ أخيرا.

الباب كان مفتوحا والمكان فوضيا، بدأت بالنداء "مطر، مطر أين أنت ؟"

لم يأتني أي جواب، أخذت أبحث بالمكان إلى أن سمعت صوت أنين بالمطبخ.

يبدو أن مصدرها من الخزانة، فتحتها، كانت مطر هناك.

تجلس محيطة نفسها بذراعيها وتبكي، وجهها كله كدمات وهناك دم بجانب فمها.

في الأول خافت وضمت نفسها أكثر ولكن فور أن تكلمت قفزت إلي معانقةً إياي باكية.

قُلت:"ما الذي حصل ؟ من فعل بك هذا؟ لم لم تتصلي بالشرطة."

قالت بصوت مرجتف:"خذيني من هنا قبل أن يعود، لقد أصبح مجنونا.."

May|مايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن