أُنْثَى الضّبع

7.9K 662 175
                                    

الأمرُ برمته يبدو كقصة ما بالنسبة لكليلة، فها هي تلتقي رفيقها الذي طال انتظارها له يوم عيد ميلادها الثامن عشر وفي حفلتها الأسطورية.

حفلتها التي لم يكن ينقصها على أن تصير خيالية إلا حدث مهم كهذا.

ظلت متسمرة بمكانها لبعض الوقت قبل أن تتدارك الموقف وتتحرك نحو ضيوفها من البشر لتحييهم.

————————

يجلس نيم خلف مكتبه في هدوء، رغم كل الهرج بالخارج إلى أن أسوار القصر العالية منعت الصوت من اختراقها.

دخل عليه دون استئذان طفل في العاشرة يمشي على أربعة اطراف على ما يبدو يفعلها من أجل المرح فقط، لكن الغريب حول على الطفل أن شعره طويل جدا يكنس الأرض ورائه في تلك الوضعية.

فور وصوله لوسط الغرفة وقف على قدميه في فخامة تتعارض كليا مع الشكل الذي كان يمشي به قبل قليل وتفوق سنه.

نظف حلقه بسعلة قبل أن يقول:"ألفا إنها هنا!"

ضربة قوية مفاجئة صدرت من مضخة الدم القابعة بصدره.

مصدر العذاب ذاك.

نيم:" كونيل كم مرة أخبرتك أن لا تدخل لمكتبي ولا هذه المنطقة ولا تدخل القصر أصلا!"

كونيل:" لن أحاسبك على انفعالك هذا فهو خارج عن سيطرتك نظرا للأخبار التي جلبتها لك."

نيم:"اخرج فأنا أعمل."

كونيل:"حسنا سأفعل ، اردت فقط اخبارك بأن حبيبة قلبك هنا فحسب."

في ذلك الوقت وقف رجل بلباس أزرق ضيق من قطعة واحدة ويبدو على وجهه القلق:"ألفا ما يقارب الخمسين من الضباع على الحدود من الجهة الشرقية متوجهين نحونا."

نيم مكشرا:"كيف يجرؤون!." أضاف موجها أمره للواقف أمامه:"ضعوا البشر في مكان آمن سأذهب لهم أحضر رايان والبقية والحقوا بي."

كونيل مبتسما:" البشر أم تلك البشرية الواحدة؟"

جائته طرقة على رأسه من يد نيم الذي كان يشق طريقه للخارج جعلته يمسك رأسه من الألم.

خرج من القصر وتوجه بسرعة فائقة نحو الجهة الشرقية ليقف بعد لحظات على بعد عشرين متر أمام قطيع الضباع ذاك.

وقد كان العدد أكثر من الخمسين بالتأكيد.

توقفوا عن الحركة ناظرين إليه فور رؤيتهم له.

May|مايWhere stories live. Discover now