الفصل الاول

23.6K 355 10
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الاول
🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀
في احدى المناطق الراقية في قصر عائلة الرافعي اشهر عائلات العاصمة كان يجلس في الحديقة "طه الافعي" كبير العائلة يقوم بقراءة الجريدة الصباحية كما يفعل كل يوم وهو ينتظر تجمع افراد عائلته لتناول طعام الافطار كعادتهم اليوميه ,ابتسم وهو يشعر بالانامل الصغيرة الناعمة التي وضعت على عينيه وقال بحب

طه:صباح الخير يا فتنه ,عامله ايه يا قلب جدك؟
فتنة: وهي تجلس بجواره بأبتسامة:صباح الورد يا جدو ,امال فين نونا هي لسه نايمه ولا ايه؟
طه:لا ,جدتك جوه بتشوف الفطار جهز ولا لسه
فتنة: انا مش عارفه ليه نونا بتتعب نفسها القصر مليان ناس تعمل اللي هي بتعمله
طه: بأبتسامة:نجيه كدا طول عمرها وبيتهيقلي مش هتقدر تتغير ابداً

حركت فتنة رأسها بالايجاب وابتسمت بخجل عندما وقعت عينيها على الرجل الذي يتقدم منهم والذي كان ينظر اليها بأبتسامة تكاد تشق وجهه وعينيه تمتلىء بالدفء كما هي دائماً عندما ينظر اليها وما ان تقدم منها حتى قال بأبتسامة

الرجل: صباح الخير يا فتنتي وحشتيني
فتنة: بخجل: صباح الخير يا سند عامل ايه؟
سند :وهو يجلس بالقرب منها: بقيت احسن لما شفت عيونك

نظرت "فتنة" بخجل الى اصابعها التي تتحرك بتوتر على ساقيها وازداد خجلها اكثر عندما تحدث "طه" قائلاً بحنق

طه: شكلي كدا بقيت شفاف ,اقوم ادخل جوه وابقى اخرج في وقت تاني
سند: بأحراج:اسف يا جدي مكنتش اقصد والله بس اصل فتنتي بتوحشني
طه: بمزاح: لم نفسك يا سند اسمها فتنة
سند : بأبتسامه: فتنة بالنسبه ليكم كلكم انما بالنسبة ليا انا فتنتي وبتوحشني اعمل ايه بس؟
طه: متعملش حاجه اصبر وانا هجوزكم لما فتنة يبقى عندها واحد وعشرين سنه
سند: بتذمر:بس احنا كاتبين الكتاب من سنه عايزنا نستنى كمان سنتين ليه بس يا جدي؟
طه:والله لو مش عايز تستنى طلقها وروح اتجوز واحده تانيه

ابتسم "طه" وهو يرى اتساع اعين "سند" بصدمة استمع لشهقة "فتنة" الخافتة واتسعت ابتسامته عندما سمع "سند" يقول

سند:انت بتقول ايه يا جدي انا لا يمكن اطلق فتنتي او اتجوز اي واحده تانيه ,فتنتي ليا من وهي صغيره وانا لا يمكن اتنازل عنها ابداً لاي حد
طه:خلاص يبقى اصبر السنتين دول

تبادل "سند" و"طه" النظرات وتنهد طه بأستسلام ثم نظر "سند" لفتنة التي كان الاحمرار يطغى على وجنتيها فأبتسم بحب وهو يشعر بنبضات قلبه تدوي في صدره وتصرخ بأسم فتنته وفكر في انه لا يوجد اي شيء يستطيع فعله سوى الانتظار ليحصل على فتنتة للأبد

&&طه: كبير عائلة الرافعي له من الابناء اربعة توفى اصغرهم ويقطن معه الثلاثة الاخرين وعائلتيهم في القصر ,له الكلمة العليا في كل شيء ولا يستطيع اي شخص معارضة ما يقوله
&&سند:الابن الثاني لغازي الرافعي الابن الاكبر لطه عاشق لفتنة منذ نعومة اظافرها ,يعمل مع والده في احدى شركات العائلة هو وشقيقه ,جاد وصارم في عمله وحنون للغاية مع فتنة فهي نقطة ضعفه الوحيدة
&&فتنة:ابنة الابن المتوفي لطه الرافعي ,تركتها والدتها وتزوجت بعد وفاة والدها بعامين وكانت تبلغ من العمر خمسة اعوام وقام طه بتربيتها هو وزوجته نجية وهي مدللتهم ولا يرفض لها اي مطلب مهما كان في عامها الثالث في الجامعة
🎀🎀🎀🎀
هبط من السيارة مسرعاً غير عابىء بنداءات شقيقه له وركض بأتجاه المكان الذي تركها به وهو يفكر كيف كان اعمى لتلك الدرجة ولم يستطع رؤية برائتها الواضحة في عينيها ,كيف طاوعه قلبه وتركها هنا في هذا المكان وسط الصحراء القاحلة لتموت جوعاً وعطشاً او لتلتهمها الذئاب بعد ان قام بضربها ضرباً مبرحاً ,كيف لم يشفع لها جسدها الدامي امام عينيه,توقفت ساقيه عن الحركة واتسعت عينيه وعلقت انفاسه في حلقه عندما رأى البقعة التى تركها بها ,رأى الدماء تنتشر في كل مكان ,رأى بقايا ملابسها الممزقة بين انياب الذئاب التي كانت تأكل ما تبقى منها,لم يستطع استيعاب اي شيء سوى انه قد القى بزوجته بين انياب الذئاب لتلتهمها ,لم يشعر بالالم الحاد الذي انتشر في ساقه عندما قام احد الذئاب القريبة منه بغرز انيابه بها بل كان كل ما يشعر به هو الالم الذي يطعن قلبه وهو يسترجع صوتها الباكي وهي تقسم بحبها له انها ليست خائنه ,شهق بعنف وهو يخرج رأسه من المياه فقد تاه مرة اخرى في ذكرياته لتغطي المياه رأسه بحيث كان ممدداً في حوض الاستحمام ,وقف مسرعاً ليقف تحت مرش المياه وهو يحاول ابعاد تلك الذكريات عن عقله ولكنه يعلم جيداً انها تطارده منذ الحادث وسوف تستمر في مطاردته حتى الممات,انتهى من استحمامه وخرج من دورة المياة بساقه العرجاء التي ابت ان تشفى لتذكره دائماً بما فعله تلك الليلة منذ ثلاثة سنوات ,انتهى من ارتداء ملابسه وهبط الى الاسفل ليتناول طعام الافطار مع عائلته ,لاحظ على الفور نظرات جدته الحزينة اليه فأبعد عينيه عنها ليقع بره على سند وفتنة اللذان يتبادلان النظرات العاشقة فيما بينهم وابتسم بحزن فهو من قتل سعادته بيديه وما ان جلس على الطاولة حتى تحدث اليه "طه" قائلاً

اسرى بلا قيود....ل..انجي عصام الدين ... كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن