الفِصل الأوُل.

20.4K 453 61
                                    

الفِصل الأُول مِـنْ رِواية ( عـايـزة عـرِيـس).

****

فِي إحدى أحياءَ القَاهِرة، فِي منـزل الحاج (سلامة)، تَسكُن عائِلة السيد " سـالـم مُصطفي" .

فِي الصباح الباكِر، أمِسكت " نادِية" بالجِريدة تُعطيها لِزوجها "سالم" وعِندما أمسكها ظِل يُقلب الصفحات بيد ويِرتَشف من كُوب شاي باللبن بيد آخرى، حتى رأىٰ عمود في الجريدة أجفل منهُ لِيُسقط كُوب الشاي باللبن على الأرض..

نِظرت لهُ "نادِية" بصدِمة من فعلتهُ لتلتقطِ منهُ الجريدة وتقرأ العُمودِ لتشهق بتفاجأ مِما قرأتهُ، أخذ "مُحِسن" من والدتهُ الجريدة ليقرأ العمودِ بصوت أعلى ثُم نظِر بتعجب وصدِمة مما قرائِهُ ليهتف بتعجب لـ آية:
- هُو إنتِ الليّ نزلتِ العمودِ ده؟

قالت آية وهيّ تُكمل تناول فُطورها بلامُبالية:
- أيونْ.
- أيون في عينيكٓ ياقليلة الرِباية!
قالتها " نادِية" بغضب، ليقُول سـالـم وهُو يمسك كف إبنتهُ:
- مِش عيب برضُوا تعملي كِده ومِتقوليش ليا ياآية؟
- آسِفة يابابا بِس واللهِ كُنت هقولك.

قالت نادِية وهيّ تكادِ تنفجر غضباً مِنْ بِرودة كلهما:
- وإنتَ كُنت هترضى بالكلام ده برضوا؟
قال وهُو يقبِّل جبين " آية":
- أيون آية كِبرت وبقى ليها الحق تعمل اللي هي عايزاهَ.

قالت "آية" بحنان لأبيها:
- تسِلملي يابابا ياحبيبي.
نادِية بتساءُل:
- فهمني سبب إنك تنزلي عمودِ زي ده!
آية وهيِّ تنُظر لوالدِتها بإهتمام:
- يعني إنتِ بجد عايزة تعرفي أنا عملت كِده ليه؟
- أيون!

آية: طيب فاكِرة لما عمتُو جت الأسبوع اللي فات.

( الرجُوع بالزِمن)

كانت " آية" قد عادِت من عملها للتِو وقبل أن تِخَطُو خطوة داخِل غُرفتها لاحِظت وجود عمتها "فتحية"، فإتجهت صوب جُلوسها مُلقية السلام:
- السلامِ عليُكم.
ردِت عمتها على مِضض:
- وعليكم السلامِ ورحمة الله وبركاتِهُ، أزيك ياآنِسة آية؟
- أنا الحِمدلله كِويسة، وحضرتكِ أخباركِ إيه؟
قالت وهيِّ تنِظُر لها من أسفل قدميها لوجهها:
- كُويسة طِبعاً.
إبتسمت لها " آية" وقبل إن تدِخُل غُرفتها، قالت فتحية:
-هُو إحنا إمتى هنفرح بيكِ ياست آية؟
إمتنعت آية عن الحديِث، لتهتف عمتها بِشماتة:
- أصِل بنتي حامِل للمرة الرابِعة وإنتِ أكبر منها بيجي خمس سنين ومتجوزتيش ولاشُوفناكِ حتى لابِسة دِبلة!

إبتسمت آيـة بِلُطف قائِلة:
- اللي ربنا عايزِهُ هيحِصل.
- وهيحِصل إزاي يعني، محدِش هيرضىٰ يتجوزِ واحدِة خلاص فاتِها القطِر.

وبهذِه الكلمِات أحرجتها، نِظرت آية لوالدتها الحِزينة، فكِرت آية بردِ يشفع لها ولكنْها سِئمِت من الردود التيّ لاتنتهي والتيِّ لاتخمد ثُورة هذهِ المرأة
- برضوا اللي ربنا عايزهُ هيحِصل.
وهمت بالسير لِغُرفتها مُلقية بحقيبتها على الفِراشِ،  هل تِظُن بإن آية سعيدِة بإنها قريباً ستكون بثلاثين من عُمِرها
ولذلكَ تركِت الأمِر للهَ وهُو من سيتدبر أمرها على كُل حال.

عايِزة عرِيس.ج١+٢Where stories live. Discover now