محطة ١٥

404 44 17
                                    

كنت صغيرة وكل شهر أحلم بشيء مختلف لصنعه في المستقبل، كنت في الثامنة.
مسرحية المدرسة كانت حلمي الجديد الذي يتحقق، تم اختياري لدور صغير جداً ورغم ذلك كنت متحمسة بقوة ودرست جملتي جيداً ومثلتها آلاف المرات أمام أمي وأبي.

والآن بدأ العرض، الجميع يمثلون على خشبة المسرح وأنا أنتظر دور ظهوري بكل حماس، أخيراً حان الوقت وركضت إلى هناك، تلاشت ابتسامتي عندما رأيت هذا الحشد الكبير من الناس الذين يشاهدونني، الممثلة بجانبي كانت تهمس لي عن جملتي، معلمتي كانت جالسة في الصفوف الأولى وتحرك شفتيها حتى تذكّرني ما علي فعله.

لأول مرة ارتجفت أطرافي، قلت جملتي بصوت يرتجف وفي وسط الكلام نسيت ما علي قوله، نسيت كلياً، كما لو أني لم أقضي أيام وأنا أدرسها.

الفتاة بجانبي همست مجدداً وأنا بفضلها فقط أكملت المشهد ثم عبرت خارج المسرح مُحرجة لأبعد الحدود، كانت ستكون مسرحية مثالية بدوني، شعرت بالذنب لأني خربت عليهم كل شيء.

بقيت أفكر بالأمر أسبوع كامل رغم أن أمي وأبي أخبراني أني قمت بعمل رائع لكني لا أتذكر الأمر هكذا، كل ما أعرفه أني خربت كل شيء…

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now