١٧

634 123 36
                                    

كانت إليزا نائمة وهاتفها لا يتوقف عن تلقي الاِتصالات ما جعلها تفتح عينيها بتعب وتنظر للشاشة، الساعة الثالثة فجراً وفير يتصل، كل هذا جعل قلبها يقفز من مكانه، وافقت على المكالمة وقالت "مرحباً"

"إليزا، أنا أمام الباب افتحي لي"

عقدت حاجبيها بصدمة وقفزت من السرير لتتجه إلى السلالم وتجري لتفتح الباب، كانت السماء ماطرة وهو يقف هناك مع معطفه الجلدي، استطاعت ملاحظة سيارته مركونة في الشارع، نظر حوله ليتحقق من وجود أي شخص وهمس "يجب أن نهرب"

حرّكت إليزا رأسها باِنزعاج "أدخل على الفور"

دخل لتغلق الباب فوراً، عانقت نفسها من البرد والخوف لتحرك شفاهها بقلق "ما الذي يحصل معك؟"

تنهد وهو ينظر للأوساخ التي سببتها أحذيته المبللة ليجيب "لم أبع شيء… أنا لم أقدر… لهذا يجب أن نهرب من هنا فوراً قبل أن يكتشفوا الأمر!"

لم تصنع أي رد فعل، كانت تحدق به وهذا جعله يتوتر، هربت ضحكة من بين شفتيها وأومأت برأسها "لا بأس… سنحل الموضوع"

زفر أنفاسه باِنزعاج ليستطرد "أنتِ تمزحين في موقف كهذا!"

"لا! بجدية يا فير، في بيتك وكل جيوبك كم تملك!؟"

حرك رأسه بحيرة "أخي ترك لي مئة ألف دولار قبل أن يختفي وأنا جمعت مبلغ جيد من العمل بعد المدرسة لكني لست أعرف عددها تماماً"

"لديك ربع المبلغ بالفعل ورغم هذا تهرب! إذهب وأتي بها على الفور!"

"لقد جئت بها! هل تظنينني سأهرب من البلدة دون مال، ولكن ما الذي تحاولين فعله!"

فتحت الباب وأشارت للخارج "فقط اجلبها وارجع إلى هنا"

طقطق بلسانه بإرهاق ليركض للخارج باِتجاه سيارته محاولاً ألا يتعرض للبلل لكنها بلا جدوى، إليزا في ذلك الوقت جمعت علبة أموالها وبضع فكّات أخرى كانت تحملها في جيوبها وعندما عادت كان فير قد وصل حاملاً كيس أسود وأغلق الباب.

أشارت نحو الأرض "إخلع حذائك وتقدم إلى هنا" رمت العلبة على الأريكة وجلست باِنتظاره، هو لا يفهم ما تحاول فعله، بالتأكيد لن تخرج بمئتي ألف دولار فجأة هكذا من اللا مكان.

جلس مقابل لها وكان يلاحظ نظراتها على معطفه وشعره الذي نال منه المطر، رفع الكيس نحوها لكنها حركت رأسها برفض "دعها هنا للحظات وتعال لتساعدني في العدّ" حركت يديها باِتجاه العلبة وفتحتها لترمي بكل محتواها فوق الأريكة، كانت أموال كثيرة ما جعل فير يرفع زاوية شفاهه "ما الذي تحاولين فعله!"

"أنا أساعدك! يجب أن نحصيها، أنا لا أعرف عددها بعد الآن"

فتح فمه للذباب للحظات قبل أن يتلفظ "ولكن هذا يخصكِ أنتِ! لماذا تعطيني إياه"

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now