٦

1K 143 92
                                    

إليزا أخطأت ومشت بسرعة خصوصاً أنها كانت متوترة وهذا أغضب لولا وجعلها تنبح وتجري خلفها.
فير لحق كلبته التي تطارد إليزا، كانت سريعة جداً وتصرخ بالنجدة، بسبب هذه العجلة تعثرت على الرصيف وسقطت. فير قفز إلى كلبته وسحب طوقها بقوة ثم جلس فوق ظهرها حتى يوقفها بوزنه لأنه لا توجد أي طريقة أخرى لردعها.

إليزا كانت تتأوه وتشتم محاولة الوقوف مجدداً لكنها أصابت قدمها بشدة، لم يكن هناك دماء لكن الكلبة ماتزال الآن في مكان ما لذا عليها النهوض، فير كان يصرخ "توقفي! لا تركضي وإلا ستلحق بكِ مجدداً"

"وهل أتركها تنهشني!" صاحت إليزا وحاولت تعديل جلستها على الرصيف، كان القليل من الناس يعبرون من بعيد ولا يجرؤون على تقديم المساعدة بسبب خوفهم من لولا.

"فقط توقفي مكانك، ثِقي بي، هي لن تهاجمك إلا إذا ركضتِ، حاولي أن تهدأي"

"كيف لي أن أهدأ… أعتقد أني لويت كاحلي" تحدثت بتأوه وجلست تحاول لمس كاحلها، لم تعد لديها القدرة على المشي والمدرسة سوف تبدأ بعد أسبوع والآن ستجذب كل الأنظار هكذا رغم أنها قررت ألا تفعل هذا مجدداً، يوم بعد يوم تكتشف أنها لا تملك حظ بأي شيء.

لولا هدأت أخيراً لذا نهض فير عنها وتحدث إلى كلبته باِنفعال بينما يتجه نحو إليزا "أنتِ فتاة سيئة! إرجعي للمنزل"

"لا تتركها! ماذا لو هاجمتني مجدداً"

"لن تفعل، ثقي بي، سترجع للبيت" تلفظ بهدوء حتى لا يسبب لها الخوف، لولا حدقت به بعيون الجراء الحزينة للحظات ثم غادرت بسرعة.

"كيف تتركها وحدها هكذا! ماذا لو هاجمت شخص آخر!؟"

"لا، هي فقط تهاجم الأشخاص الغرباء الذين يركضون"

جلس فير القرفصاء على الرصيف وعندها تسنى له رؤية وجهها عن قرب، كان يحدق بها وهذا يزيد من اضطرابها فعقد حاجبيه وتمتم "أنتِ… شيء يبدأ بحرف إ ؟"

تلك كانت أول مرة ترى فيها عينيه، رمادية بنظرة حادة كأنها تنتمي إلى ذئب. ابتلعت ريقها بتوتر "لست أعرف ما الذي تتحدث عنه" بدأت تتجنب النظر في وجهه.

كان متأكد أنها تلك الفتاة من السجن ولكن ليس هذا الوقت المناسب "… هل تستطيعين المشي؟"

حركت رأسها برفض، رغم غباء سؤاله هي لا ترغب بصنع محادثة معه أكثر بعد. تنهد وألقى نظرة على قدمها، جلدها يتورم بسرعة، إليزا لم تكن لديها أي فرصة للتهرب منه، في وضع كهذا يجب أن تدّعي أنها ليست نفس الفتاة من السجن والمدينة تلك.

"أنا آسف حقاً، هي لم تفعل هذا من قبل، ربما لأنكِ جديدة هنا… إسمعي، دراجتي النارية قريبة، إسمحي لي بحملك إلى هناك"

سرعانما قرب يديه إليها زحفت للخلف باِنفعال، لاحظت وجهه المستغرب من أفعالها فاِبتلعت ريقها لتحرك شفاهها "أرجوك لا تلمسني فجأة هكذا… أعاني من الفوبيا"

المُحِبّة لجذب الأنظارМесто, где живут истории. Откройте их для себя