١٥

749 129 35
                                    

بعد معاناة أخرى مع وسائل النقل، سرعانما ترجلت إليزا من الحافلة توقفت على الرصيف ومدت يدها إلي فير "أعِد لي مفاتيحي"

بحث هو في جيوبه كثيراً ليتجمد لثوانٍ ويتفوه بتردد "لقد أضعتها"

أغمضت عينيها محاولة إبعاد الأفكار الإجرامية عن رأسها، كان يعتذر لها لكنها رفعت يدها إلى فمها مطالبة إياه بالصمت "تصوِّر مستنداتي وتفضحني ثم تضيع المفاتيح يا للروعة، كُن شاكراً أني لم أبلغ الشرطة بعد"

"عن أي مستندات تتحدثين!؟ أنا لم أفعل شيء أقسم لكِ، لست أفهم عما تتحدثين"

"إبتعد عن طريقي ولا تكلمني ثانية"

"إليزا إفهميني… لا يهم… تماماً مثل الباقين" استطرد باِنهزام لينسحب ويغادر بخطوات سريعة بينما هي بقيت كلماته تتردد في ذهنها، لطالما كانت تحاول أن تختلف عن الآخرين، لم تعتد على هذه العبارة بعد.

دخلت منزلها وسرعانما أعادت هاتفها للحياة اتصلت على والديها، كانت على وشك إخبارهم بكل شيء لكن بطريقة ما أحست أنه ليس الصواب، شيء ما ربط لسانها وقررت إبعادهم عن الموضوع.

بعدما أنهت المكالمة لاحظت رسائل كثيرة من فير، كان يبدو مصدوم بسبب ما حدث في مجموعة النميمة فقد رآها للتو.

إليزا أنا آسف حقاً لم أعرف بهذا!
أقسم لكِ أني لم أفعلها، المفاتيح التي أعطيتني إياها لا تفتح أبواب المنزل أساساً.
بعد التفكير بما حدث أدركت أن لديكِ ما يكفيكِ من المشاكل وأنكِ محقة بشأني، أعدكِ أني لن أزعجكِ ولن أقحمكِ في مصائبي مجدداً…

عضت شفاهها السفلية وشعرت أنها فقدت شيء ثمين، كانت نادمة وتفكر بينها وبين نفسها، هل يا ترا كانت تستطيع مساعدته، كيف لها أن تفعل؟ كل ما يحدث أكبر من قدرتها بكثير.

وضعت هاتفها جانباً لتتمدد على الأريكة وتحدّق بالفراغ، كانت بعض الدموع تتسرب من أطراف عينيها، أخذت نفس عميق مرتجف لتتمتم "لا أستطيع الاِحتمال بعد الآن" أغمضت عينيها بقوة لتسيل الدمعات أكثر وأكثر، إلى متى ستظل الخاسرة؟

***★****★***

يوم الأربعاء، يجب أن تصنع عذر جيد لتغيبها عن المدرسة ليومين بحيث يقنع المدير، لكنها تذكرت أنها ليست مضطرة على البحث عن كذبة حتى، ستخبره أنها لم تجرؤ على المجيء بسبب التنمر، إليزا ذهبت للمدرسة مبكراً على غير العادة حيث كانت الممرات شبه فارغة.

يجب أن تأخذ حقها بطريقة أو بأخرى وهذا جعلها تتجه إلى غرفة المدير وتصرّ على التحدث معه، عندما جلست أمامه أول شيء فعلته أنها وضعت هاتفها على طاولته حيث المجموعة وقالت ببرود "لقد تعرضت بياناتي الخاصة للتسريب من قبل شخص من هذه المدرسة، تعرضت للتنمر كثيراً ولم تكن لدي الجرأة على المجيء للمدرسة طوال يومين…"

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now