٨

892 138 80
                                    

ڤيولا كانت تزعج إليزا اليوم بلا توقف، تريد معرفة تفاصيل الشجار كلها لكن الأخرى لم تفتح فمها بحرف عن الأمر.

أغلب الطلاب غادروا وبقيت إليزا حتى تأخذ درسها الإضافي، دخلت الفصل ووجدت القليل من التلاميذ الآخرين هناك لكن ما فاجأها هو فير الجالس ببرود في المقاعد الأولى وقد وضع ضمادة على أنفه. في الحقيقة هي أيضاً أذت مشط يدها بسبب اللكمة لهذا كانت قد لفّت عليها قماش طبي بإحكام وهذا جعل مظهرها مثير للشفقة أكثر من ذي قبل.

تجاهلته قدر المستطاع وجلست على أبعد كرسي عنه، بعد لحظات من الصمت الثقيل دخل المعلم، أعطاهم محاضرة كمقدمة من ثم سلم لهم أوراق وأخبرهم أن عليهم العمل سوياً لحل هذه الأسئلة، وتعمد على جعل فير وإليزا شريكان في هذا العمل لأن هدفه في النهاية أن يصالحهما.

إليزا رفعت يدها وقالت "لا يمكنني الكتابة فيدي تؤلمني... هل أستطيع بدل هذا تدوين أجوبتي صوتياً على هاتفي؟"

ابتسم المعلم بلؤم "هذه ليست مشكلتي، تعرفين جيداً أن الهواتف ممنوعة، كان عليكِ التفكير بهذا قبل أن...... حسناً يا طلاب سأعطيكم عشرون دقيقة لتنتهوا من مهمتكم، إنطلقوا" صاح بالأخيرة.

فير تحرك من مكانه وجلس أمامها بلا تعابير، سرعانما اعتدل بجلوسه ووضع ورقته على الطاولة سحبت هي يديها وأبعدت كرسيها عنه، كانت ركبتيهما تتلامسان وهذا يثير حنقها وتوترها.

زفر أنفاسه وقرأ أول سؤال "ما هي أغلب مسببات التضارب في المدارس... ما هذه التفاهة... السؤال الثاني كيف يمكن تجنبها"

حركت شفاهها بملل "التنمر اللفظي والجسدي، لا يمكن تجنبه فهو موجود في كل مكان ولكن بدرجات مختلفة" حملت قلمها لتدون ملاحظتها لكن فير أمسك يدها قائلاً "أنا سأكتب، بما أنكِ مصابة"

كانت تحدّق بموضع يده وتتسع عينيها، سحب يده بسرعة وقال بفتور "آسف... نسيت بشأن هذا"

كزت على أسنانها وتنفست الصعداء حتى لا تفقد السيطرة مجدداً، بعدما أنهى كتابته رفع رأسه إليها واستطرد "لقد بحثت قليلاً بالأمس... أقصد بحثت في الإنترنت عن أنواع الرهاب التي قد تجعل المرء يكره أن يُلمَس، هناك أنواع كثيرة، رهاب اللمس، الوسواس القهري، الرهاب من الرجال... ثنائي القطب..."

كانت تنظر إليه بملل فقط، ابتلع ريقه وقال بينما يرسم خطوط دائرية فوق ورقته "أنا لم أعرف بهذا من قبل لكن تصرفاتك وتلك اللكمة جعلتني أفكر... الخوف يجعل المرء يفعل أمور جنونية... أنا فقط آسف... كان علي أن أتصرف بنضج..."

"بما أنك تعرف الآن، لا تلمسني أبداً مجدداً، بشأن موضوع خوفك من أن أفشي معلوماتك فأنا لا أعرف أي شيء عنك ولست مثل فيولا أستمتع بنشر فضائح الآخرين"

"حسناً... لن يمسكِ أحد بسوء مجدداً"

"هل يمكننا أن نكمل الآن..."

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now