المُحِبّة لجذب الأنظار

١٩

الأمر لم يعد مريح بعد الآن، إليزا تشعر كأن عيون خفية تراقبها حتى عندما تكون وحدها، هي لا تريد أمراض نفسية أخرى لذا اتصلت بوالدتها وتوسلت إليها أن ترجع وهي وعدتها أن تكون في البيت خلال يومين.

تجهّزت لأجل المدرسة وخطت خارج منزلها لتلاحظ سيارة كلاسيكية تقف أمامها بينما خافيير جالس في المقدمة ويده خارج النافذة ممسك بسيجارة، لوّح لها بتبسم "صباح الخير، إصعدي"

"ما الذي جاء بك؟"

"لا شيء كنت قد زُرت فير للحظات لذا قلت في نفسي أن علي زيارتك أيضاً"

توقفت إليزا عن السير ما جعله يكف عن القيادة "ماذا فعلت! ألم نتفق في الأمس ألا تطارده بعد الآن؟"

"ألن تهدأي قليلاً وتجلسي لجواري، لا أستطيع التحدث هكذا أنتِ بعيدة جداً"

"هل تحاول السخرية مني؟ ليس لدي وقت إبتعد عن طريقي"

تجاهلته وخطت على الرصيف لكنه كان يقود السيارة ببطء لجوارها ويصيح لها "لماذا تغضبين بسرعة دائماً! أريد التحدث إليك لمرة واحدة دون أن تتأففي وتدحرجي عينيكِ بعيداً"

"أريدك لمرة واحدة أن تستمع إلي عندما أطلب شيء منك!"

"ولكني استمعت لك! ذهبت لأخبره أننا انتهينا، ليس عليه دفع شيء بعد الآن، ولكن مازلت مصرّ على إيجاد أخيه"

"هل حقاً فعلت هذا!"

"أجل ما الذي كنتِ تتوقعينه! هل ستصعدين الآن؟"

"ولكن ماذا تريد؟"

"لا شيء! سأوصلك للمدرسة"

"أقدّر ما فعلته اليوم ولكن أرجوك لا تضغط علي، مازلت أعاني من الرهاب وما تفعله لا يساعد أبداً لذا من الأفضل أن أمضي وحدي"

"لا بأس، ولكن أنتِ مدينة لي، سآخذك في موعد الليلة"

"اه بربك... أنت تأخرني"

"ماذا هل قلتِ نعم! حسناً أراكِ في المساء" ضحك بقوة ثم غادر بسرعة قبل أن تجادله لتزفر أنفاسها بإحباط وتتمتم "لينقذني أحد منه"

إليزا قررت مصالحة فير، كما يفعل هو اشترت زجاجة عصير وكتبت عليها "آسفة"
قبل أن تبدأ الحصة تركت له الزجاجة على طاولته ثم اتجهت للباب بهدف الذهاب إلى فصلها لكنها شاهدته قادم، اقتربت إليه وقالت بتبسم "صباح الخير"

تجاهلها وتخطاها ليدخل الفصل، شدت قبضتيها بقوة وذهبت إليه مجدداً، ضربت قبضتها بطاولته ليرفع حاجبيه بصدمة فتحدثت من بين أسنانها "لقد عبرت خلال الكثير لأجلك، أنا لم أكن لأفعل هذا لأي رجل آخر"

"أخبرتك أن تبتعدي عنه، أخبرتك أني سأحلها بنفسي لكنك الآن عالقة مثلي، حلي مشكلتك في البداية وأبعديهم عنكِ وبعدها إرجعي"