٩

840 140 28
                                    

إليزا قضت وقت عصيب بعدما عادت للفصل، الجميع ينظرون إليها ويحاولون إسكاتها في كل مرة تجيب على سؤال، الجيد بالأمر أن ڤيولا غيرت مكان جلوسها وتخلصت من ثرثرتها، لكنها خرجت من تحت حمايتها وقد يتم التنمر عليها بقسوة لذا يجب ألا ترخي دفاعها، كانت ڤيولا تبدو مغتاظة جداً لأنها لا تملك أي سر مهم عن إليزا بعد...

انتهى الدوام وغادروا جميعاً، وقت الحصص الإضافية، إليزا نهضت وبدلت الفصل، فير كان حاضر ويقرأ في هاتفه، جلست في مكانها لينهض هو مباشرة إليها ويهمس "الجميع غاضبين منك!"

رفعت كتفيها "أجل وذنبي هو أني لم أحضر حفلتك وأني كتبت اختبار كيمياء بكل سهولة"

فتح فمه بصدمة وجلس قربها بينما يستمر بقراءة الرسائل، وضع هاتفه جانباً واقترب إليها لهمس "أستطيع حلّ الأمر!"

حركت رأسها وهمست "كيف؟"

دارت أنظاره في المكان ليتابع بخفوت "لدي خطة... لكن أحتاج معروف منكِ بالمقابل"

تنهدت وقلبت عينيها "إنسى الأمر"

"مهلا لا! أحتاج أن يساعدني أحد في الدراسة... المواد العلمية فقط... ساعة واحدة في اليوم! ربما نصف ساعة قد تفي بالغرض، في استراحة المدرسة مثلاً؟ أنا أعرف أنكِ كنتِ تكتبين واجبات الناس، حتى مدرستي كانوا يتحدثون عنكِ وعن قدرتك على كتابة واجباتهم مهما كانت صعبة"

كان يبدو جاد ويلح كثيراً، صحيح فقد أخبرها من قبل أن علاماته سيئة رغم أنه يهدف لدخول الجامعة، لم تكن فكرة سيئة بالنسبة لها، لطالما كانت تساعد الفتيان الضعفاء في الدراسة في ماضيها المظلم لكنها الآن ستفعلها لهدف مختلف ما جعلها تومئ "حسناً... سأعلّمك، لكن عليك أن تخرجني من هذه المهزلة أولا"

"لا تقلقي" قال ونهض باِستعجال، اصطدم بالمعلم عندما كاد يخرج لكنه تخطاه وركض راحلاً متجاهلاً نداء أستاذه له، إليزا كانت مستغربة من تصرفاته، كان بعض الشك يراودها حوله وحول ما سيفعل الآن.

مرّ الوقت بسرعة وعادت إليزا إلى بيتها، أخبرت والديها عمّا حصل مع لوك وكيف استجوبتها الشرطة، كان من الواضح عليها أنها لا تأبه للأمر لكن في داخلها نيران مشتعلة.

والدها أراد إسعادها وحمايتها لذلك بقي يعمل على شيء إضافي ليومين وصنع لها صاعق كهرباء، يبدو مثل دمية كتكوت أصفر يمكن تعليقها في الحقيبة لكنه في الحقيقة خطير أثناء الضغط عليه. هذا الشيء الوحيد الذي ساعدها على تخطي هذا اليوم.

إنه خامس يوم مدرسي وبالكاد يتحرك أي من التلاميذ، الجميع يتوقون للعودة للبيت والاستمتاع بالعطلة بينما إليزا حضرت المدرسة برفقة دميتها المعلقة بالحقيبة، هناك ثقة غريبة تنبعث منها رغم أنها ماتزال تعرج، ربما لأنها أزالت لفافة قبضتها، وربما لأنها واثقة أن فير فعل شيء حيال موضوع الأمس...

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now