محطّة ٥

522 99 19
                                    

أخيراً، أمي وأبي قررا أخذ إجازة واستطعت رؤيتهما قليلاً.
أمي لاحظت أني غيرت طريقة لباسي وأصبحت أقضي وقت طويل في ممارسة الرياضة ومتابعتها، كل هذا التغيير لم يعجبها وأخبرتني أني أستطيع ارتداء الملابس الرياضية النسائية لكني لم أقتنع وأخبرتها أني لا أرتاح فيها…

لطالما سمعت بعض البنات تتعمدن ارتداء سراويل الرياضة الضيقة حتى تُبرزن ذلك الشيء الذي لا تسمح لي أصابعي بكتابته، كان الفتيان يتحدثون بسوء عن بعض الفتيات بسبب هذا… بالإضافة لسخريتهم من جميع الفتيات اللاتي تضعن الكثير من مستحضرات التجميل وخصوصاً الرموش المزيفة كانوا يكرهونها جداً.

ذات يوم تخلصتُ من كل مستحضرات التجميل خاصتي لكن أمي أرجعتهم إلى غرفتي وقالت أنها ليست خطيئة أن تضع الفتاة بعض منها، كنت أشعر بالسوء، لم أحتمل أن أفقدهم رغم أني سيئة بوضعهم وكنت أكابر حاجتي لبعض مستحضرات إخفاء العيوب، في النهاية تركتهم على طاولتي…

أبي كان يعجبه التغيير الذي طرأ علي فأنا أشاركه اهتماماته الآن وكان يعطيني النصائح في تماريني قبل أن يكتشف أن درجاتي تتراجع رغم أني أقضي وقت طويل في كتابة الواجبات في الليل وهذا جعله يوبخني أيضاً ويتراجع عن كلامه وأمي عاقبتني بمنعي عن الخروج من البيت لفترة…

أنا لست أفهم بأي حقّ يبديان رأيهما بحياتي… هُما يقضيان حياتهما في العمل طوال الوقت ولا أرى وجهيهما إلا في الإجازات الطويلة ولم أفتح فاهي بحرف، حتى في الإجازة يستمران بالعمل على الحاسوب، بالنسبة لهما أنا غير مرئية، هما يلاحظاني فقط في يوم تسليم الشهادات.

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now