١٦

682 126 72
                                    

جرح إليزا كان أكبر من أن تتعامل معه ممرضة المدرسة لذا نقلوها للمستشفى وهناك تمت خياطة رأسها من الخلف، كانت نائمة على جانبها الأيمن وبعض المغذيات تُنقل لها في ذراعها. فير بقي لجوارها طوال الوقت، هو لم يقدر على البُعد وليست لديه تلك الإرادة القوية التي تجعله يغضب عليها لوقت طويل.

كان قد سرح بها حيث تنام بسلام بلا أي تظاهر ودون أن تحاول إبعاده عنها قبل أن تضغط على جفونها وتفتح عينيها المُحمرّة، فير ابتسم لها باِرتياح "أهلا بعودتك! لقد قلقنا عليك"

كانت مُرهقة وتسترجع ما حدث معها، وضعت يد خلف رأسها لتتحسس تلك الضمادة الكبيرة، امتلأت عيونها بالدموع وهذا جعله ينصدم، هي لم تُظهِر هذا الوجه لأحد يوماً، قالت بنشيج "هل حلقوا لي شعري؟"

"لا! لم يحتجوا ذلك، حصلتِ على القليل من الغُرَز وعلى الدماء وبعض المغذيات، الطبيبة تقول أنه كان من الممكن أن يكون الأمر أقل درامية لو أنكِ تأكلين، أعتقد أنها سوف توبخك فورما تأتِ"

زفرت أنفاسها براحة ومررت أصابعها على أطراف عينيها لتزيل دموعها "لقد اعتدت على هذا، ماذا عن فيولا، ماذا حدث؟"

"ربما ستنصدمين لكن تم الإبلاغ عنها وهي الآن في زنزانة ما، ستخرج خلال أيام ولكن بالتأكيد لن تنجو من العقاب بهذه السهولة، المدير يقول أنه سوف يقوم بطردها"

"تستحق ذلك، ليست لدي أي شفقة تجاهها"

"أجل، تلك ليست أول مرة تصنع مصيبة في هذه المدرسة، المدير أخذ كفايته منها، أتعرفين يقولون أنه لن يلغي حفل التخرج، هو فقط كان يحاول تخويف الطلاب"

قلبت عينيها "هل ستبدأ بنقل الأخبار بدل عنها أم ماذا"

"لا أبداً… أنا فقط افتقدت الحديث معك" أخفضت أنظارها والتزمت الصمت فنهض هو وأضاف "سأترككِ وشأنك الآن، إلى اللقاء"

"مهلاً، يمكنك البقاء إذا أردت"

"لا بأس، لستِ مضطرة على هذا"

"لا، إني آسفة على ما قلته في الأمس، بعد التفكير بالأمر وجدت أني لم ولن أفهمك لأني لا أملك إخوة… ربما لو كان لدي… كنت لأفعل الشيء نفسه… كما أني فعلت الكثير من الأمور السيئة في حياتي بلا أعذار مُقنِعة لذا…"

صمتت للحظات ما جعله يتنهد ويحادثها "لا بأس أنا أسامحك، ولكن يجب أن أبتعد عنكِ وألا أُدخِلَكِ إلى عالمي، لأني أحبك، وأعرف أنكِ كنتِ تعرفين حقيقة مشاعري منذ البداية…"

غادر بسرعة بعد كلامه وبقيت عينيها معلقة على الباب، كانت تعرف كل هذا، تعرف أنه سيرمي هذه الكلمة في أي وقت، ولكن هل هو فعلاً صادِق وهل هي تستحق هذه المشاعر…

لم ترغب بالبقاء هنا طويلاً ورفعت نفسها بذراعيها عن السرير ببطء حتى لا تؤذي رأسها، وجدت زجاجة حليب بالكاكاو بجانبها لتبتسم بعفوية وتنهض.

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now