١٠

789 135 100
                                    

لقد صار من غير المناسب أن تحبس إليزا نفسها في البيت في كل الأيام، أمها تلحّ عليها أن تخرج للهواء الطلق، خصوصاً أنه يوم ميلادها الثامن عشر اقترب وهي تعرف أن والديها يجهزان لها هدية ضخمة وهذا يشعرها بالاِكتئاب لسبب ما، كانت تنظر خلال النافذة بمقلتيها المظلمتين بملل وتحاول إقناع نفسها على الخروج لكنها اقتنعت أخيراً عندما شاهدت قطة أُم وهرتين يموئون بصخب قرب المنزل.

ذهبت بأقصى سرعتها للمطبخ وجلبت وعاء ماء وحليب خالي من اللاكتوز لأجلها، هي تعرف الطعام المناسب لها بفضل الإنترنت. خرجت ووضعت الأطباق قرب الأشجار تاركة مسافة كافية بينها وبين القطط حتى لا تخيفها.

أمها تكره القطط لهذا لن تسمح لها بإدخالهم المنزل، لكن لن تمنعهم دخول الحديقة بالتأكيد، إنها قطط لا يستطيع أحد منعها.

كان الثلاثة يأكلون بفوضوية وإليزا تمسح على فرائهم بلطف حتى تصنع رابط ثقة معهم، القطة الأم اقشعر ظهرها فجأة وأصدرت صوت غاضب ثم هربت مع صغارها داخل الحديقة، إليزا نهضت باِستغراب وقالت "أين ذهبتم!"

لاحظت كتل سوداء قادمة، إنه فير يقوم بتمشية كلابه المخيفة، يبدو أنه يعود لحقيقته خارج المدرسة فهو يرتدي الآن ملابس سوداء وسلاسل معلقة في بنطاله. كانت ترغب بالاِختباء في مكان ما لكن عيونها اصطدمت برماديتيه مباشرة وهذا جعلها تتجمد في مكانها.

اقترب إليها وعندها بدأ كلبيه يشمانها بينما هو قال بتبسم "هي! لم أتوقع رؤيتك أبداً، هل هذا بيتك؟"

ابتلعت ريقها ونظرت خلفها على المنزل لتجيب بتوتر "لا"

رفع رأسه بتفهم لكن تعابيره أوحت بأنه لم يصدق كلامها، سحب طوق كلبه وتابع "أنظري إنهما يتذكرانك"

صنعت ابتسامة صفراء "حقاً… أتعرف يجب أن أرجع" قالت وأشارت خلفها بعفوية ليعقد هو حاجبيه "اعتقدت أنه ليس بيتك!"

هي لم تفهم لماذا حلّ عليها الغباء الآن لذا قررت قول الحقيقة فقط "اوه! كنت أمزح إنه بيتي، ظننتك ستفهم الدعابة… بالمناسبة يجب أن تغادر بسرعة، أنت تخيف قططي! إنها أُم قد أنجبت حديثاً ولا أريد أن يزعجها شيء"

"هيا كلابي تحب القطط، أرِني إياهم! لولا وباغز _إسم كلبيه_ يهاجمون الناس أحياناً لكنهم لطفاء مع القطط بشكل خاص"

"لا! أخبرتك أن القطط تخاف"

رفع كتفيه "كما تشائين، بالمناسبة ألا يمكننا أن ندرس هنا فقط! حديقتكم تبدو مذهلة، حديقتي تشبه الغابة إلى حد ما، بقي فقط أن تعيش فيها التماسيح"

كانت على وشك أن تقول لا لكن صوت والدها الغاضب خرج من مكان ما "هي أنت!"

فير عض شفاهه بخوف مصطنع وفرّ مع كلابه بينما يضحك ويقول "أراكِ في المدرسة!"

المُحِبّة لجذب الأنظارWhere stories live. Discover now