١١

833 145 68
                                    

يفترض أن تكون إليزا في المدرسة الآن لكنها بدل ذلك ذهبت للحديقة الخلفية لتطعم قططها وتنسى معهم كل تلك الأشياء المزعجة التي حصلت للتو.

كانت تجلس على العشب وتداعب القطط عندما أصدر هاتفها صوت معلن عن وصول إشعارات جديدة، تحققت منها ووجدت أن فير كان يراسلها "هي، أين أنتِ ستبدأ الحصة بعد دقيقتين"

تحركت من مكانها لتجلس على الكرسي وكتبت له "عدت للبيت مبكراً، أنا مريضة قليلاً"

"ماذا! لماذا لم تخبريني!"

كانت تقول بينها وبين نفسها "لماذا علي إخبارك اصلا" لكنها بدل ذلك كتبت له "كنت أبحث عنك في المدرسة حتى أخبرك لكنك لم تكن موجود، كأنك اختفيت"

"صحيح، أنا أذهب كل يوم للبيت حتى أطمئن على الكلاب وأعود سريعاً"
أرسلت له رمز تعبيري ليد ترفع الإبهام ثم عادت لتهتم بقططها.

بعد قليل بينما تجلس على حشائش الحديقة الرطبة وتضحي بنظافة بنطالها فقط لأجل القطط حطّ فوقها ظل كبير فاِنكمشت معدتها، هربت القطط بنفور، نظرت إليزا خلفها وعثرت على فير مع كلبيه ويبتسم بطريقة جعلت مخيلتها تنفجر، نهضت من مكانها على الفور وقالت بغضب "ما الذي أدخلك هنا! هل سمعت عن شيء يسمى قرع الجرس يوماً!"

"إهدأي البوابة كانت مفتوحة، لقد مللت وحدي في المدرسة لذا هربت ثم جلبت لولا وباغز ثم مللت مجدداً ثم جئت هنا!"

"تتحدث كأني أقدم عروض سينمائية مجاناً هنا"

طقطق بلسانه باِنزعاج ثم حرك شفاهه "حسناً فهمت، سأغادر، رغم أني جلبت لكِ هدية بمناسبة يوم ميلادك" قال الجملة الأخيرة بينما يمسح دموع وهمية في وجهه ويخطو للخلف بطريقة درامية.

"إلى اللقاء!" قالت بإصرار ليعقد حاجبيه "ألن تقولي لي مثلا إبقى وشكراً لك على الهدية أو شيء من هذا القبيل؟"

"بالطبع! هل تريد أن أشكرك قبل أن تموت على يدي أبي أم بعد؟"

"هيا الآن ماهو أسوأ ما قد يحدث!" قال ودسّ يده في جيبه ليرمي لها شيء في الهواء، التقطته بسرعة واتضح أنها قطعة خشبية دائرية محفور فيها صورة لها وتوقيع فير في الحافة فعقدت حاجبيها وقالت "هل فعلتها بنفسك!"

"أجل أعرف يا للصدمة فير يجيد الرسم، لا أجيد الرسم إلا عن طريق حرق أي سطح خشبي صدقيني"

"يا إلهي إنها قبيحة مثلي تماماً! كيف استطعت فعلها!"

كانت هي تتحدث بجدية لكنه ضحك بقوة على رد فعلها لتتلمس الرسمة وتقول بتبسم "شكراً لك!"

أومأ مجيباً "على الرحب، هل لي بكوب ماء رجاءً" سألها ثم جلس على الكرسي تاركاً كلابه تلاحق قططها وبدأ يعبث بهاتفه بملل متناسياً كل الفوضى التي سببها، كزّت هي على أسنانها "أمامك خمس ثوانٍ لتسيطر على كلابك يا فير وإلا ستندم"

المُحِبّة لجذب الأنظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن