01

4K 127 257
                                    

هَزه، ثم هزهُ وهزهُ مجددًا. الصبي بدأ جفناه يرتخيان وفمه الصغير كان مفتوحًا بما يسمح لكمية جيدة من الهواء بالدخول وتحريك معدته المنتفخة. يداه كانتا تقبضان على القماش الأبيض لمعطف حاضنه، والكبير كان يمشي به هنا وهناك يراقب ارتخاء أطرافه الهزيلة نسبيًّا مع جسده. وحين أخيرًا غطّ في النومِ كان يتوجب عليه وضعه في السريرِ الأزرقِ المحمي ثم إعادة أنابيبِ التغذية لجسده.

أمسك أطراف السريرِ يشدها ليرفع حاجز الأمانِ ثم حرك جذعه خلاله يصل لجبين الصبي يقبله: كن بخيرٍ يا ابن نسلي، واصل العيش بنيَّ إني لأود أن أراك رجلًا في يومٍ ما في أي موضعٍ في الحياة.

-ظننتك أردت أن يكون ابنك طبيبًا باستماتة.

دخل أحدهم الغرفة ساعتها يمر على الأسِرة الصغيرة مقاطعًا الأب وابنه.

-إني ما عدت مخيرًا الآن تشانيول، بل وصرتُ على أتمِّ الاستعداد لبذل كل ما أحوزه لأراه يعيش لسنواتٍ أُخر.

الصبي ذاك كان ميلادًا لفجوة سحيقة في صدر والده.

-جونغإن العزيز. إنك أكثرنا علمًا بمصيره لكنني أراك متعلقًا للغاية. وكم بدأ القلق حولك يساورني حين تتخطى الوجبة تلو الأخرى وحين أراك شاحبًا ذابلًا منقطع التركيز.

جلس جونغإن على أحد المقاعد قرب مدخل الغرفة وشرع يشاهد تشانيول، الذي كان يضع سائلًا إضافيًّا في إحدى محاليل للتغذية، ثم سأل: هل أبدو هكذا؟ أنت أقرب الأقربين لي هنا يا تشانيول لذا من المحبط أنك لا تلتمس ذعري لفكرة أني سأفقد ذريتي التي أتت بعد مشقة.

انهى تشانيول مهمته ليعلق ابتسامة راضية ثم توجه للجلوس قرب جونغإن، ربت على عضده: أعي ما تعانيه جونغإن، فلستُ غريبًا عنك إذ كنت إشبينك يوم زفافك وكنت رفيق طفولتك وكنت معاصرًا كل تقلباتك ومناخاتك. أنّى لك أن تقول أني لا ألتمس ذعرك؟ بلى أفعل؛ قلقي يزيد تبعًا لهذا أيضًا. فأنت تعرف أنك بعده ستكون محطمًا محطمًا. لن أحب رؤيتك بتلك التعاسة، لذا دعني أقسو عليك.

وقف تشانيول مستعدًّا للمغادرة وسرح شعره الأسود بكفه قبل أن يختم حديثه: صبيك لديه فترة محدودة فهيئ روحك وروح زوجك، إنها ستكون مشكلة لها أن تفقد ابنها وجزءًا من زوجها. الآن زاول عملك إن القسم الجديد يحتاج تفانيك كما لا يحتاج لشيء آخر.

زم جونغإن شفتيه يفكر إثر رحيل تشانيول، إنه محق ويقر بهذا بقدر ما يرغب في تكذيبه واللعب مع صغيره.

أرخى شفتيه بقلة طاقة ثم همس اسمه برفق: تشوسوك.

عشية الخريف ولد هذا الصبي، قبل أقل من عام. في احتفالٍ وقد تهافتت عليه الهدايا والعطايا، جدته أهدته صرة من بذور القطن التي زرعها بمنتهى التفاني في حديقة منزله كرمزٍ لكثرة الذرية والحظ الجيد، وأهداه جده طائر كركية خشبيّ لأجل عمرٍ مديد. قضى تلك الليلة يقشر الثوم ثم استفاق باكرًا يسلق البيض ويغلي الأنشوجة والسبانخ والفجل، يعد البولغوغي والكرنب المخلل والمتبل وحساء فول الصويا، كان مخلصًا وطائرًا من الفرح يدندن بكل ما يعرفه بصوتٍ نشاز ويضحك بين الحينة والأخرى. وحده أعد مأدبة كاملة لأهليهما بمناسبة وصولِ العضو الجديد.

صه K_BROmanceWhere stories live. Discover now