05

690 49 54
                                    

كل ضدين في الكون موجودان بذات النسبة، جونغإن عرف هذا من خلال ميله للهدوء حين يضج رأسه، ثم رغبته بالاحتفال حين لا يمتلك شيئًا. ذلك كان الاتزان الذي لن يأتي من دون تدبيرٍ محكم، يريد أن يسأل من أقسط هكذا إذ ما كان بإمكانه حفظ أسرته الصغيرة له. إنه يقدم ملايين التنازلات والتغاضيات في سبيل اقتناص فرصٍ صغيرة لإبقاء تلك الأسرة بخير. لكنه استحى إلحاحًا في الصلاة بينما لا يسعه تذكر آخر مرة زار بها الكنيسة؛ زوجته ليست مسيحيةً ليتمكن من ذلك ببساطة، وابنه ما زال لا يعلم له دينًا.

الردهة مكتضة بالناس فوضويِّ الحركة، ثم هناك ممرات تتعرق من كل جهة من الثلاث الجهات، والرابعة كانت مدخل القسم، الممر ذو الرقم ثلاثة كان حيثُ يمشي جونغإن عادة؛ مكتبه يقع في نهايته. لذا إن قابل يوجين هناك لن يكون عرضة للشك بأي شكل، إنه بأمس الحاجة لمعرفة حال مونغجو.

يوجين الشابة المتدربة الدؤوب، كره جونغإن وضعها تحت إشراف طبيب الأعصاب بارك ييجون. ليس لسبب وجيه سوى أنه يكره ييجون وهذا ما ليس لهُ عليهِ حيلة. يعرف، جونغإن، أنه خير من قد يضبط مشاعره كونه عالمًا بل ومعالجًا في مجاله، لكن فوج الحقد نحو شخصٍ ما هي ما أعجزته. فجونغإن يحب بصدق، لكنه إن كره فسيكره بشراسة.

إن أحب سيتغاضى كثيرًا، كتغاضيه عن تشانيول حين جره بفاجعة ليقنعه بعمل عملية لابنه. ما كان عذره؟ إحتقان رئوي؟ كان سيتوجب عليه التخطيط لكذبة أفضل.

إن تشانيول، مهما بدا ذكيٍّا، عديم الظل ولا يمكنه إخفاء نواياه، لا سيما عن جونغإن. فله تلك النزعة للتسرع والرغبة في معرفة النتيجة قبل دراستها. وتلك الخصلة تختفي في غرفة العمليات بطريقة معقدة حتى جونغإن لم يتمكن من معرفتها.

تشوسوك حالته لم تزد سوءًا نسبيًّا ولم تكن العملية مستعجلة، عرف هذا حين استلم الاستمارة التي وقعها قبل العملية، والتي كان من المفترض أن تكون إذنًا للمشفى، لكنها في الواقع تصريح لتشانيول من طبيبٍ هو والد المريض لخوض العملية الجراحية. يمكنكم أن تروا كيف أن تشانيول سيئ في إخفاء كذباته. لربما لا يكترث لأن نيته خلف الكذبة أو الخدعة دائمًا بيضاء.

جونغإن يحب تشانيول بما يكفي للتفكير بأخطائه والابتسام في آنٍ معًا. صدقًا أن ذلك الرجل ينشر السعادة. لكن الأضداد تثبت نفسها مجددًا حين تأتي بنقيض السعادة، الاستياء المتمثل بوقوف بارك ييجون في طريقه. تعكر صفو مزاجه يمسك وجهه من امتعاضته المألوفة. تنهد يستعد لمزيدٍ من الجر والدفع والتلميحاتِ والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة.

لكنه كان صامتًا يحدق بإحدى الغرف الشاغرة بشرود. أراد أن يتخطاه إلا أنه يجد الأمر غريبًا لفعله. لذا ندم مسبقًا ثم حياه: صباح الخير.

أدى واجبه وأراد الانصراف. لكن ييجون باغته: إنه اختصاصك، أتعرف أخصائيي نطق لغوي يمكنك أن توصي بهم مريضًا حديثًا يعاني الحبسة؟

صه K_BROmanceWhere stories live. Discover now