15

412 40 83
                                    

الناس الذين يثيرون الضجة عند الاستقبال، مرورهم وحديثهم، موظفون وممرضون وعملاء. يمينه، لوحة كبيرة تحمل اسم القسم وتحتها ردهة بعدة ممرات. جونغإن حين رأى هذا المشهد، خُيل له أنه تغير كثيرًا، لقد انفصل عنه جسدًا وذكرى في العشرة أيامٍ السابقة، منذ وفاة تشوسوك.

خطى نحو مكتبه كما اعتاد، يتلقى ترحيبًا بشوشًا مراعيًّا من الزملاء الأقل والأكثر خبرة. وحتى ييجون كانت ملامحه أقل غضبًا من العادة.

مكتبه، الغبار كان قد أُزيل من قبل تشانيول، وكان هناك أزهار ليلك على الطاولة، وبجانبها مجسمٌ لقرد يلوح بيده ببطء، وعلى معدته كتب "مرحبًا" كان يعرف أن تشانيول وضعها هناك.

علق سترته وارتدي المعطف، ووضع حقيبته على الطاولة يأخذ القرد ذو الأذنين البارزتين والعينين الواسعتين الضاحكتين. هل تشانيول تعمد جلب مجسمٍ طفوليّ يشبهه؟

تشانيول يمتلك مكتبًا منفصلًا عن المركز يقع في كانغدونغ-غو، بالإضافة لعمله هنا كجراحٍ لعدة أيامٍ في الأسبوع، واليوم ليس منها، لذا لا بد أنه رحب به بهذه الطريقة البارحة، لكن ألم يعده ألا يدخل مكتبه في غيابه إلا للضرورة القصوى؟ تذكر مكتب تشانيول الذي يحمل حوله الكثير من الألعاب والمجسمات المشابهة. فتح درجه وحشر فيه القرد بإحراج، إن رآه أحدهم فجأة فستسقط سمعته.

استنشق الأزهار الصغيرة ثم وضبها بكفيه، رتب أوراقه في الدرج المكتبي، وتأكد من بضعة عقاراتٍ أولية في الأدراج الطبية جواره، أخرج مجسم الفراشة ووضعها مكان القرد الغبي.

وعلى ذكر ذلك، كان عليه تفقد مرضاه الذين تم إشعارهم بعودته، والذين بعضهم تم تحويلهم لمراكز أخرى حين تم إيجازه، وبعضهم ككيونغسوو رفضوا مواصلة العلاج حتى يعود، وأخيرًا هناك مونغجو، الذي أخبرته يوجين أنه بحث عنه تحت اسم "الغبي الذي يروي القصص" إشارة لآخر لقاء. قد يكون ذلك التصرف وقاحة من الصبي، لكن في هذه الحالة، هو قطعًا إيجابيّ.

جانغ سوآه كانت قد عادت برفقة شقيقها، عبرت عن حزنها تجاه فقده، وشكرته على الوصول لحد لمعاناتها. استغل عودتها بسؤالها عن إذ ما كان طلاقها آذاها بطريقة ما. فأجابته بأنه حتمًا أشعرها بالنقص، لكنه خلصها من الكثير من المشاكل الأخرى. قالت أنها لم تعد تعاني النسيان المتكرر وصارت أكثر تركيزًا بعد العلاج عنده، وهذه كانت آخر جلسة، فكر فيها مليًّا فيما يجعل الأولويات تتفاوت من حالة لأخرى.

الأُسرة وتماسكها هي شيء يعمل عليه كل قطاع قد يتدخل فيها، من الاستشارات النفسية حتى الدورات التوعوية والمحاضرات والندوات. لكن جانغ سوآه كانت تتعرض للكره الذي يصل حد التعنيف تحت يدي زوجها، والذي كانت تحبه منذ وقتٍ طويل قبل زواجهما. لذا اقترح الطلاق، ولن يخبر أحدًا أن قولها كان صعبًا للغاية عليه قبل أن يكون على سوآه عينها.

صه K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن