21

358 34 55
                                    

هل يجب أن تشمل القصة على أحداثٍ مجلجلة لتستحق أن تروى؟ ذلك يجعل الحياة بصورة طبيعية، والإنغماس في العواطف لأضعف الأمورِ وجودًا، يبدو جانبيًّا ومدعاة للملل.

ليس صحيحًا، الكوارِث ليست وحدها ما تجرف الإنسان، إنه أضعف من هذا بكثير. بل وهل تعلم ماذا؟ كلما كان ما يلف المرء أقسى، كان هو أكثر صلابة.

الأمر غير قابل للقياس، إنه يجري في اتجاهين في نفس الوقت، كلما عرفته جهلته، وكلما وعيته زاد شعورك بالنقص المعرفي.

عادت هارين إلى المنزل في اليوم التالي، وجونغإن ساعتها وجد قوّته في عودتها، ضحك وداعبها كثيرًا، مخبرًا إياها بتلك الطريقة عن شوقه.

هي تقضي ساعاتٍ هكذا، وحدها، تدرس وحسب، واليوم الي قضاه هو وحيدًا، في نفس موضعها، يجعله يقدّرها وصبرَها كثيرًا. هي فقط ستدرس في المنزل وتعتني بهِ بعد عودتها من كليتها.

إن استطاع افتتاح عيادة والتخلي عن إدارة القسم الجديد، ربما سيتوفر له وقتٌ أطول، لكنه كان قد عزم قبلًا، أنه لن يفعل عاجلًا، بل حين يصبح أكبر سنًّا وخبرة.

تشانيول تهور بعض الشيء، وافتتح عيادة أطفال، يمارس فيها شغفه بعيدًا عن القسوة التي يجدها في الجراحات.

جونغإن يحب أحيانًا زيارة تشانيول، يراقبه كيف يعامل الأطفال الواعيين بمنتهى اللطف، حتى لو بدا غبيًّا أمام أي زائر، فلن يضيع فرصة أن يصنع وجهًا مريعًا يجعل الطفل يتكركر بسعادة.

يد تشانيول الحنونة تلك تتحول لواحدة صلبة ثابتة داخل القفاز الجراحي، عند علاج الأطفال المخدرين.

يمكنه إيصال هارين اليوم لجامعتها، ثم الجلوس لدى تشانيول، سيكون جيدًا معرفة حال مونغجو منه.

وهناك فعل، رُحِّب به من قبل تشانيول بحفاوة، ثم أجلسه على كرسيه المقابل، وراح يسأله عن حاله: زاولتَ العمل ليومٍ واحد، ثم توقفتَ بعدها. أكانت زيارتك لكي تنهي بعض الأمور المعلقة؟

-كلا يا صديقي، كنت قد قررت العودة فعليًّا، لكن اتضح لي أني لم أكن مستعدًّا لكل شيء بعد.

-هكذا إذًا، لا أخفي عليك أني قلقت، ما إذ كنتَ محبطًا، حين رأيتك آخر مرة لم تكن تبدو لي على ما يرام.

-وهذا تحديدًا ما جلبني إليك، هل لي أن أعاتب غباءك؟

حملق تشانيول في وجه جونغإن، ثم سارت حينه للزاوية ببطء بينما يفكر في مقصد الأسمر: أي عتاب؟

-كيف أمكنك دخول القسم العصبي النفسي دون إشعارٍ رسميّ؟ أخِلت أن إذنَ ييجون وحده يكفيك للتدخل في علاج مونغجو؟ وماذا عن أني أخبرتك أن ييجون يسلك منحنى مغلوطًا لعلاج الصبيّ؟ ما الذي فكرت به حين أقدمتَ على مساعدته؟

هز تشانيول رأسه باستيعاب، ثم قال بوضوح وبساطة، كمن لا يرى في فعله ما يستحق الندم: أنا كذلك طبيب، ويمكني معرفة ما يحيط بالصبي من وجع جسمانيّ، لذا كان فضولي دافعًا لأقبل دعوته، هل تظن أني قد أخونك مثلًا؟ بل العكس، فكرت في أنه يمكنك الوصول لمونغجو من خلالي، بطريقة رسمية أكثر.

صه K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن