14

352 40 90
                                    

الحياة هي المملوك الأكثر قُدسيةً لدى الإنسان، والتي في سبيل حفظها، تُبذل جهودٌ وطاقات لا نظير لها. يقول نيوتن أن الطاقة لا تُستحدث، لذا ما من بُد أنها تأتي من مصدرٍ آخر وتستهلكه وتستنزفه، فيموت هو، وتبقى الحياة وحدها حيّة.

شهدت سول مثالًا جنونيًّا عن ذلك النوع الأخرق من الإيثار والتفضيل، في مطلع القرن، عملية دو بونهوا. والتي تلاها تقرير وبيان يوضح أن العملية كانت الخيار الوحيد، وكان من المتوقع أن يفقد شخصيته في سبيل إنقاذ صحته.

من الصعب أحيانًا معرفة أيهم أكثر أهمية للمريض في حالة كان الأمر طارئًا، وسؤاله غير ممكن. لكن حتمًا هناك شيء واحد يعرفه المعالج، إنقاذ الحياة. الحياة أولًا!

هناك من سيرفع يده ويتحدث بحزمٍ وثقة، أن هناك ميتتة ألطف من عيشة، وأن هنالك خيارات تتقدم على الحياة، لهذا وُجدت رعاية إنهاء الحياة والموتُ الرحيم.

جونغإن كان يفعل، يعتقد أن جملة "الحياة أولًا!" هي جملة ممتهنة جاهلة. لكنه يفهمها الآن بينما يعض على أصابعه. تمنى لو أنقذ حياة تشوسوك، ولو اضطر لجعله يخوض زراعة قلب في سنه، ولو كبر معلولًا، ولو صار معتوهًا، ولو لزمته عناية ليل نهار، ولو كلف والده جهده وماله كله.

هارين قربه، زهرته تعدت الذبول، تفتت وسمحت للرياح بأخذها بعيدًا، نادمة أشد الندم لأنها لم تحب رؤية تشوسوك في محفة أو سرير حضانة وتحفه الأنابيب والأقطاب، لأنها لم تزره بما فيه الكفاية؛ آملة أنه سيعود لها هنا في المنزل وتتمكن من عناقه واستنشاق صحته، كما تفعل أي أم.

لم يواسيا بعضهما، لم يكن هناك شيء واضح مشترك ليتمكنا من حله، لأنهما دائمًا ما كانا بعيدين. الحب والاهتمام بينهما لهو عجيبة مع قلة المعاشرة. يعرف كلاهما أن مرض تشوسوك لم يكن وراثيًّا، ولا علاقة لقرابتهما به، لكنه لا يزال يوبخهما سرًّا حين يحاولان الخلود للنوم.

جونغإن يحب زوجه هارين، الحسناء، طيبة القلب، دمثة الأخلاق، حسنة العمال. هي كالمأوى الذي يكاد ينهار، وهو كان مهملًا إياه وقتما امتلك القدرة على ترميمه، الأمطار تسربت من أضلعها، والريح يضرب جوفها، قلبها لا يزال منيرًا بوهنٍ كأنه يحتضر، وجونغإن يحتمي تحت كل ذلك. في جوفهما، أعمق بقليلٍ مما يمكنهما استيعابه وتقبله، هارين كانت رجل جونغإن وحارسة ضد الحزن، وجونغإن كان طفلها الذي يسعها إرضاعه المحبة التي تحتاج أن تهبها. ذلك هو الحب بينهما.

مد جونغإن ذراعه وأخذها في عناق، كانت كالريشة خفةً، ولم تبدُ واعية حتى حين حطت برأسها على صدره، قبل شعرها ومسح عليه مرات كثيرة. يفكر في كونها تقيه الآن من الجنون، ضعفها الآن يجعله يبقى متماسكًا، ويخبره أنه رجلها وفارسها الموعود الذي يجب أن يقبلها لتستفيق من تلك النومة العميقة، ويشعره بدوره وقَدرِه.

صه K_BROmanceWhere stories live. Discover now