16

437 40 120
                                    

Playback; Clack Chen: Fall.

ارتجف قلبه حين جلس على السرير الجلديّ؛ الصوت كان حادًا عاليًا كأنه آذى الإسفنج الثقيل الذي يجلس تحت الجلد الأزرق الداكن. أشعره بالثقل فشد جسده بخجل، يبقي ظهره مستقيمًا، وقد يود الاعتذار لو أمكنه.

خلف جلوسِ كيونغسوو، الهواء كان يشتد سرعةً عند زوايا النافذة المفتوحة، فيصدر صوتًا يتعزز حين يصطدم بستائر البوليستر البيضاء، جوار إصيص الليلك. لم يكن الصوت جديدًا عن كيونغسوو، والذي خمن المشهد دون أن يلتفت، كونه قد بات هنا لفترة، مكنته من تسجيل ذاكرة صورية عن المكان.

لكن كان هناك شيء جديد يلفت نظره، الطبيب الذي أمامه الآن، ترفعه، تماسكه. كيونغسوو لم يسبق له أن خالط عن قربٍ طبيب نفس، هذه أول مرة. وهو قد خطط جيدًا من قبل، أنه سيفحم الطبيب الذي يقابله كونه سبق واطلع كثيرًا لرسم حجة واضحة. كانت تتدرج من القدحِ في معضم الأدوية الي أغلبها تسبب أعراضًا جانبية، من الإدمان إلى الذهان، ويتلو ذلك، ذكر تطوير السايكولوجيين ليصبحوا أطباء معالجين لسد العجز الذي تقوم بتخريجه كليات الطب النفسي، ثم التدخل الجراحي الشاطح، والذي يربط النفس بالجسد بشكلٍ قطعي، ثم من هكذا سياق سيذكر له قصة دو بونهوا، جده.

لكن ما حصل هو أنه قابل الطبيب في وقتٍ كان لا يستطيع الحديث فيه. اختصر كل ذلك وتعجل في إخباره عن جده، ولاحظ كم كان جونغإن على قدرٍ من الفهم والتفهم. ما تزال لديه حجته، لكنه وجد أنه كان سيئًا وصلفًا في أول لقاء.

وبالرغم من ذلك، فإن جونغإن لم يعبأ، وعامله كما سيعامل أي مريضٍ آخر، بل أنه كان صبورًا ودمثًا للغاية. وحين فقد ابنه، خاله سينهار وسيتضح له أن النفسانيين كمن يملأ أكواب الناس من إبريق فارغ، وأنه لن يفيد ذاته.

لكنه كان متماسكًا، والدٌ فقد ابنه منذ عشرة أيام، لديه نفس الوجه منذ أول لقاء. عينان ضيقتان ناطقتان، شفتان قويتان رزينتان، لديه حنان أمٍ في نظرته، وحماسُ طفلٍ في ضحكته، قد يبدو كالذئب حين يلحظ أمرًا، دقيقًا ومحترسًا، بنظرة تصنع ثقبًا في الورق.

كيم جونغإن بدا كلوحة أسطورية، حين أطال التكفير حوله. وحين أنزل عينيه عنه، نحو الورقة والقلم الذي قدمهما له، واستمع لتعليماته. صوته كان غليضًا، رغم كونه هادئًا، لم تكن لديه تلك الاهتزازات، وكأن صوته ليس إلا ذو ذبذبة واحدة طويلة، أو أن له ذبذباتٍ عظيمة الكثرة لتبدو بذلك التناسق. واضحٌ هو كل ما ينطقه، حتى أن صوته لم ينخفض في أي نقطة، ولم يرتفع بتكلف كذلك مثل ما يفعله ييجون عادة، ليظهر أنه جيد ويمتلك الثقة.

أراد معرفة شيء ما، كم سيتناسب صوتُ جونغإن مع مقطوعة "الخريف" إذ ما تمكن من تسجيله. إن الأمر ليس وكأن كيونغسوو سيضع إصبعه على زر الماستر ليحاكي مستوى صوت جونغإن، بل شعر وكأنه سيضغط زر "دو" وسطيًا وحيدًا في بيانو أرضيّ، لمدة طويلة هادئة. ذلك الصوت الذي غزل منه خيالًا سرقه من لحظته، أمره: الآن دعنا نكن مباشرين، مشكلتك كما عرفناها حتى الآن هي صوتك، هل كانت آخر مرة تحدثت فيها قبل تلقي علاج إلتهاب الحلأ بفترة قصيرة؟

صه K_BROmanceWhere stories live. Discover now