24

315 36 34
                                    

نقيض اليقينِ يقينٌ كذاك، أما الشك فهو غيابه. ومعرفته بعدم حاجة كيونغسوو لعلاج الحبسة المُفترضة كان يقينًا، ونقيضه هو معرفته بحاجة كيونغسوو لعلاجٍ نفسي، شمل مضاد الذهان الغير تقليدي، الأولنزابين على شكلِ أقراص، والذي جازف بعض الشيء باختياره، إذ أنه سبب آخر مرة لمريضٍ طاعن في السن متلازمة الأرنب.

لكنه كذلك قادر على تخفيف الجرعات وفقًا لملفات كيونغسوو الطبية السابقة، إذ قلق من أن يُصاب بأي مضاعفات، منذ أنه لا يمتلك مناعة دفاعية بذلك الأمن. حيث أن الكلوزابين الأكثر شيوعًا قد يصيبه بنُدرة المحبّبات؛ والتي ستزيد مناعته هشاشة. لكن الأولنزابين لن يكون بتلك الخطورة مالم يعاني كيونغسوو من داء السكري.

كما أن مضاد الذهان الكلوزاريل قد يخفف عتبة النوبات، بما في ذلك الصرع، فيزيد الأمور تعقيدًا لدى المصابين به. فقد أقلقه علاج مونغجو بمضادات الذهان مؤخرًا، أن يخطئ ييجون مجددًا ويضيف له الكلوزاريل.

أما الآن فهو بعيدٌ عن متناول ييجون، وبعيد عن جونغإن كذلك. سيتذكر كل تلك الافتراضات والمخاوف والمُقلقات في توصية مونغجو، كآخر اعتذارٍ لنقضه الوعد. مونغجو مصابٌ بالكرب التالي للصدمة، وعلاجه ليس سوى الأمن. ولن يكتب العطف أو الحب، لأنه أبخل من أن يسلم حبه لشخصٍ آخر.

يومه صار فارغًا، فحدثٌ طبيعيّ هادئ كهذا، لا أحد سيعتقد أنه سبب أذًى سحيقًا لجونغإن. وخير من يعي تلك الحقيقة هو جونغإن نفسه، فذبل وجهه يستدعي أحداثًا أخرى تشغله عن مونغجو. ولا أقربَ لكسل بحثهِ مِن كيونغسوو الجالس مقابلًا له.

إن كان قد أصاب فكيونغسوو يعاني اضطرابًا انشقاقيًّا. ذلك أن روحه مشقوقة لنصفين، ضميرين حيَّين، وعقلين، أو ربما أكثر. كل ما يريده هو إخباره أنه يحتاج علاجًا نفسيًّا، لكن ما القرار الذي سيتخذه كيونغسوو بعد ذلك؟

هو طبيب نفسٍ يجلس مقابل مريض، لا الطبيب يلعب دور الطبيب ولا المريض سيقبل أن يداويه. هذا أقرب للعيادة الخاصة التي لم يشأ أن يفتتحها الآن، لخوفه وقلة خبرته.

هل يمكن لكيونغسوو أن يتعاطف معه الآن لأنه ليس بخير؟ فقط لمرة واحدة، الآن، ولن تتكرر.

كان يجلس أمامه بهدوء، ذلك التوتر المعهود صار أخف، وقد ارتاح بجلوسه محدبًا ظهره، ويبتسم بين الحينة والأخرى كلما التفت إليه جونغإن. ويبدو أنه قد اعتاد على سكوت جونغإن في بداية كل جلسة، سكوتًا طويلًا يسفر عن نتائج رائعة، ولم يعد مقلقًا.

إلا أن تنهيدة تسللت من صدر جونغإن، أخبرته أن سكوته هذه المرة عاصِفٌ ماطِر. جونغإن لديه ما يقوله لكن لا مجال لذلك، كما أنه برح للتو أرضًا جافة، كان قد حاول إحياءها إلا أنها استنزفته هو. وكيونغسوو اعتل منذ قليلٍ لكنه وقف بسرعة على قدميه، يعرف قوته الداخلية، وقدرته على التحمل، ومرونة عواطفه، ومتانة أعصابه: هل أنت بخير؟

صه K_BROmanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن