02

1.6K 84 191
                                    


جلس جونغإن إلى الطاولة بعد أن بدل ملابسه لأخرى لم تكن أقل هندامًا، امتدت يدٌ رقيقة بيضاء بصحنٍ من المعكرونة المسلوقة الغير متبلة أمامه، ثم رفع رأسه شاكرًا وشرع يأكل على عجل.

جلست أمامه تضع مرفقها على الطاولة وتتأمله كما تتأمل طفلًا جوعانًا: على رسلك عزيزي ستختنق على هذا المنوال.

غطى فمه بظاهر يده التي تحمل العيدان المعدنية وقال بينما ما يزال الطعام في فمه: على الذهاب لمنزل عائلة ذلك الفتى مونغجو، أخبرتني يوجين أنهم ما كانوا ييعتنون بأمر زيارته أو مراقبة وضعه الصحي لذا اقترحت الذهاب لهم بنفسي.

-لكن لمَ كل هذه الحماسة؟ لكنت على الأقل انتظرت لأعد لك وجبة لائقة ولنقضي بعض الوقتِ معًا فقد اشتقت إليك. إن تأخرت لنصف ساعة بعد لن يهرب أحد.

وقف بسرعة بعد أن أنهى الطبق وتوجه للحمام ينظف أسنانه: عزيزتي لا تنسِ وعدي لك نهاية الأسبوع.

غمز لها مبتسمًا ابتسامته الشهيرة ثم حشر الفرشاة في فمه.

غسل وجهه أمام المرآة ليلحظ كم أن عينيه بدتا مختلفتين، كانتا حمراوين منتفختين، ثم تذكر عينيّ زوجه الواسعتين اللتيّ نالتا قسطهما من ذلك الإجهاد، تنهد يلقي بشيء من اللوم لولادة صبيه بتلك الحال.

ابتسم فوق تلك الملامح، يدرس كيف أن تلك الابتسامة تصبح أقل إقناعًا مع مرور الوقت. خرج من الحمام يجد زوجه شاردةً أمام طبقه الفارغ: سأعود قريبًا، سأقضي الليلة معكِ.

اتسعت عيناها إثر خروجها من شرودها لوقتٍ قبل أن تبتسم بانشراح: أحقًا ما تسمعه أذناي؟

اقترب منها وركع على ركبة واحدة وأخذ كفها في كفه: بالطبع، فأنا أشتاق لكِ أضعاف اشتياقكِ لي.

وقف ثم رفع ذقنها سبابته يقبل جبينها: وداعًا الآن.

-فليحطك الرب بعنايته.

غادر جونغإن متجهًا نحو البيتِ المعنيّ. قاد سيارته الخاصة في وقتُ شارفت فيه الشمس على المغيب، الجو كان شتويًّا قارسًا رغم أنه كان حارًّا وقت الظهيرة، كأن الشمس أصاب كبرياءَها شيءً من التعنت حين كُرِهَ وجودها في ذلك الوقت. لذا هي ستغيب الآن وقت الحاجة لها.

فكر في هذا بشكلٍ جيد، كيف أنه يستمر بندب حظه وحياته ليصبح بائسًا، حتى يُسلب منه شيء ما فيصبح أشد تعاسة، ثم إنه ليتمنى العودة للحالة السابقة فيكون راضيًا فرحًا.

لكن كيف يسعه فعل هذا الآن؟ إنه لا يطالب سوى ببقاء طفله معه، زوجه دنت من الموت بسبب ضعف جسدها حين ولد تشوسوك، هل لهما أن يخاطرا بحياتها مجددًا للحصول على طفلٍ آخر!

فقط لو يبقى طفله معه لكان سيسعه البقاء سعيدًا إلى الأبد. إنه نسلهما الذي لم يأتِ فجأة بل بعد أن تكبدا العناء وصرفا الوقت والشوق والانتظار مطوّلًا.

صه K_BROmanceWhere stories live. Discover now