Warmth || دِفـــئ

| 2 |

ليتَنا نستطيع أن نعالج خدوشَ أرواحنا

..

حيثُ الوحدة و الظلام الذي تشعر به في هذا البيت الكبير جالسة حيثُ اعتادت حين تشعر بالفراغ

فتاة السابع عشرَ وحدها في منزل والديها بينما هما يستمتعان بأجمل الأوقات مع بعضهما كما يخطر ببالِها، شعور داهمَها جعلها راغبة بالموت عندما فكرت بأنهما لا يهتمان بها و لو بمقدار ذرة

هي لم تطلب الكثير... فقط كانت تتمنى الشعور بالدفئ الذي تحتاجه
لم تكُ بتلك الأنانية حين كانت تريد الإحساس بهذا الشعور و لم يكُ طلبها بتلك الصعوبة لكي لا يُنفَّذ!

فوق سطح المنزل حيثُ اعتادت ذرف الدموع؛ كانت جالسة تُطالع السماء بحزنٍ شديد بينما الجو أصبح زمهريراً و هي لا ترتدي شيء يحميها من شدة برودتِه

" آنستي عليكِ بالدخول سوف تمرضي فالجو شديد البرودة خارجاً "

وصلها صوت الخادمة المكَّفلة بالأعتناء بها، تخشى عليها من أن تتعرض لنزلة برد

لم تهتم لكلامها و واصلت التحديق بالسماء تُطالع النجوم، دمعةً يتيمة نزلت على وجنتِها حتى أصبحت تلك الدمعة سيلاً غفيراً يجتاحُ مُقلتيها دون توقف ثم ينهمر على وجنتيها يُعَكِّر صفاء وجهها و جماله

" آنسة بيون سوف... "

صعدت الخادمة بيلّا على السطح تكلِّمها لكنها توقفت لترى إن آنستها مجروحة تبكي بحرقةٍ كبيرة

اقتربت ناحيتها لتضمَّها إلى صدرها بحنان و قلبها آلمها كثيراً لرؤيتِها بتلك الحالة، فهي هذه الليلة منهارة بشكل مؤلم

" بيلّا أودُّ التوقف عن العيش، فقد باتَ مؤلماً بحق... لطالما كنتُ الفتاة المهذبة التي لا تطلب شيء لكنّي متعبة جداً؛ أنا لم أطلب شيئاً فقط أودُّ الشعور بالدفئ الذي لا يمكنني الحصول عليه و الذي لا يعطوني إياه "

..

دمتم بخير