| 17 |

1.4K 142 19
                                    

هي كالمَلاك في وسطِ هذا الجحيم

..

ماذا عن ليلةٍ حالِكة الظلام تجُوبُ بالأحلام، تُصهِر القلوب و تُناغم النبضات فتمتزج بالآهات؟
تتداعى فيها الكلمات لتَتعثر بمخارِج الحُروف فتُردى قتيلةً ثم تدفن.

حيثُ يُرسي قلبَه بأمان داخل بِنانه، يتوجع...

يُطالع هاتفه يرجو أملاً بعيد المنال، أنى ستتمكن من تقبل الواقع الموجع؟ و هل ستصمد؟
في خاطِره كلماتٌ أبَت الإندلاع فتعثَّرت في جَوفه و تسبّبت في بُكمِه جاعلةً منه في حالةِ ضياع

" يا ليتني لم آتي أبداً "

خرجت من جَوفه كلماتٌ بنبرةٍ مهزوزة و خطى نحو الحمام يرخي جسده علَّه ينسى حاضراً مريراً

أقتحمت غرفته لإشتياقها المهيب إليه، و كأنها فارقته لسنين لا لساعات، جالَ جسدها حتى أستقر في جوفِ الغرفة لكن هيأتَه لم تكن مرئية بالنسبة إليها، وصلها صوت المياه داخل الحمام لتعلم أنه في الداخل، جذبها صوت رنينٍ صامت انبثق من على السرير هبَّت إليه لتحمل هاتفه و قد أكلها الفضول لمعرفة من المتصل

" يا تُرى أيخونني مع إمرأةٍ أخرى؟ "

بتفكير طفولي أخذت تقرأ الرسائل بوجهٍ ملئَه الفضول الذي تلاشى و أُبدِل بالحزن مع دموع مُتلئلئة، بالكاد تستوعب ما تقرأ

فُتح باب الحمام لتخرج هيأته المصدومة، ترائى له ما تمسك بيدها و هنا قد سقط قلبه في القاع

" ميلي، ماذا تفعلين هنا؟ "

تقدم بسرعة يرجو أنها لم تقرأ مضمون الرسالة الأخيرة التي أُرسلت إليه من والدها لكن بئساً! فهي قد علمت كل ما يحدث من وراءِ ظهرها و ظهرت صفحات مخفية حرصَ جميع من يمتُّ لها بصِلة على إخفائها، بيكهيون... بل حتى والدها قد أخفيا أمراً ليس بهين.

تراجعت للوراء بعد أن تقدم رافعاً يده نحو كتفها، لا تريد النظر إليه أو التواجد و إياه بذاتِ الحيِّز فهي الآن في حالة إستنكار

" قُل إن كل ما قرأت مُجرد كذبة و أنها من وحي الأوهام "

تمتمت بأرتجاف و انسالت على وجنتيها مياهٌ مالحة لاذعة
أنزل رأسه إلى الأسفل غير قادر على التفوُّه بكلمة

" فقط قُل أنها أكاذيب، ما أعيشهُ الآن و ما سيحصل و... والدتي! قل أنها ستكون معي حتى النفس الأخير، ستشهد على تخرجي و... "

إنهارت قوتها مع جسدها الهزيل و انقطعت الكلمات عن الخروج، طالعته بضعف و وهن راجيةً منه أخبارُها بالحقيقة

" أعتذر، لم أستطع أخبارُكِ فالحقيقةُ مُرّة "

..

بس حبيت أخبركم انو باقي عالنهاية ثلاث بارتات 💔 

Warmth || دِفـــئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن