| 18 |

1.4K 131 19
                                    


" ليست بمرارةِ كذبك عليَّ و تعرُضيّ للخِداع "

شهقاتٌ أليمةُ الوقع على مسامعِه تخرج من بين شفتيها، يهتزُّ جسدِها أثر أعصابِها التالِفة
يتداعى قلبُها بأنهيار و تلفِظُ روحَها ترانيمَ صاخبة كأنها على وشكِ الإضمحلال

أقتربَ حيث يستقيم جسدها لتندفع إلى الوراء لا تودُّ منه تبرير موقفه تظنُّ أنها خُدعت بواسطة أشخاص حبْبوها بالحياة فخذلوها

" لتعلم أننا على وشكِ النهاية قبل أن تبدأ بدايتنا يا بيكهيون "

و كأن سكاكينَ الذنبِ قد أخذت مجراها نحو خافقِه، تنغرس فيه بأستمرار تعذِّبُه بنزيفٍ حاد
كاد يتفوَّه لولا إنها قاطعته

" أودُّ الذهاب إليهما دون علمهما و إن رفضتَ فسأهرب "

" لا أستطيع أن أنفِّذ ما تقولين دون موافقة والدكِ "

" إن أردتَ منّي مسامحتُك فنفِّذ ما أقول "

أبتعدت عن غرفتِه مع دموعٍ تذرفُها مُقلتيها دون توقف، كانت لا تستطيع رؤية شيء بسبب الدموع المتجمعة في عينيها لتتخبَّط في الأرض لولا بيلّا التي أمسكت بها

" ميلينا ما الأمر؟ "

" أعجزُ عن قولِ كم إنّي فرغتُ من هذه الحياة البائسة و أنا أرجو الإندثار بين غياهِب الرحيلِ الأبدي "

كم تبيَّن على ملامحِها أنها مكسورة الخاطر! احتضنتها بيلّا و أخذت تُربِت على ظهرها عَلَّها تهدئها قليلاً

" بيلّا لا أستطيعُ تقبُّل الواقع، واقعي المَرير لا يزال يُداهمني، كنتُ مخطئة حين شعرتُ بأنّي سأتخطاه لكنه باتَ يلاحقني و أظنُّه سيأخذ كل عزيز عليّ قريباً "

كانت كما لو أنها عَقدت هُدنة لَحظية مع دموعها و حين سألتها بيلّا عن الأمر مرۃً أخری حنثَت بالهُدنة و عاودت النُواح

يَخطو داخل غرفته جيئةً و رواحاً لا يعلم ما حلَْ بها و ما سيحلّ، دموعها تلك غالية و مؤلمة لقلبه و معرفتها لحقيقة مرضِ والدتها لأمرٍ موجع، هي تعلم الآن أن والدتها في حالةٍ سيئة و ما باليد من حِيلةٍ لشفائِها فوحدهُ الرَبّ قادرٌ على ما لا نقدر عليه فسلَّموا أمرها بيده

داهمَ غرفتها فجأة لتجفل، حيثُ كانت تطالع السقف بضياع و إرهاقُ البكاءِ بادياً عليها، ناظرَته بجفاء لثوانٍ معدودات ثم أعادت نظرُها حيثُ السقف

" سنذهب إليهما، لقد حجزتُ في أقربِ موعدٍ للأنطلاق و لحُسن الحظ ستكون الرحلة بعد ثلاثِ ساعات "

..

Warmth || دِفـــئ Where stories live. Discover now