| 9 |

2K 195 25
                                    

و تقولُ من فرطِ الحنين تُحبّني؟
فأقول : لا... كي أستثير دلالَها
فتضمُني ضمَّ الرؤومِ لِطفلها
وأجيب صمتاً بالعناقِ سؤالِها.

-أحمد مطر الزهراني-

..

كنتُ قد صعدت نحو غرفتي للشعور ببعض الراحة فالأمسية كانت متعبة بحق

بيلّا قد أخذت إجازة بالفعل لمدة أسبوع أي أنه لم يبقَ في المنزل سوانا

خرجتُ من الغرفة دون أن أغيِّر ثياب الحفلة و أتجهتُ ناحية غرفتها فقد بات شعورٌ ما ينتابني، ربما الخوف و القلق عليها؟
ترى ما هذه الرسالة التي بدَّلَت معالم وجهها بأكمله فقد كانت شديدة الفرح قبلها

" ميلينا "

نبستُ بعد أن طرقت الباب

طرقةً، إثنتان، ثلاث... لكن ما من مُجيب!.

دخلتُ غرفتها دون إذن فقلقي أصبح يتزايد لكني وجدتها خاوية منها، نظرت في الأرجاء فرأيتُها في حالةٍ مبعثرة -الغرفة-

فقد كان فراشها غير مرتب و مجموعة أغراضها من مرطبات و أكسسوارات مبعثرة على الأرض

نزلت إلى الأسفل و أنا أنادي عليها لكن بئساً!
لم أرى هيأتها بتاتاً، اتجهتُ إلى الأعلى لأجلب هاتفي و مفاتيح السيارة لأخرج من المنزل باحثاً عنها

الساعة الآن الثانية عشر و نصف أين قد تكون ذهبت؟
أنا قلق حدَّ الجحيم عليها تلك المراهقة أين سأجدها بحق السماء!

حاولت الإتصال بها لكنها لا تجيب لكن و لحسن الحظ إن هاتفها معها لأستطيع تحديد موقعها عن طريق برنامج التعقُّب

و اللعنة ماذا تحسب نفسها فاعلة! لما من دون تلك الأماكن هي قد ارتادت الملهى؟

دخلتُ و يا ليتني لم أفعل، فمجموعة من السكارى كانوا يتحرشون بها بينما هي لا تمتلك القدرة على جمع شتاتِها البتَّة

سُحقاً!

أرادَ أحدهم الاقتراب و لمسِها لولا أنني هجمت عليه أوجه له الّلكمات في جميع أنحاء وجهِه، دخلت في مشاجرة معهم تعرضت خلالها لبعض الكدمات

و هل كنتُ سأدعهم يفعلون شيئاً ما لها مثلاً؟ سيكون على جثتي

" كيف سولَّت لكَ نفسُكَ على التحرُّش بها و هي بمثابة ابنتكَ أيها العاهر "

جذبني صوتها الباكي و هي ترجوني بترك الرجل لأنظر لحالتِها المزرية حيث شعرها المفتوح بأهمال كما أنها لا تزال بثياب عيد ميلادها و أيضاً! جزء من فستانها كان مُمَزَّق

نهضتُ من فوق الرجل لأحتضنها بقوة مشدداً على جسدها ادثُرها داخلي أحاول اشعارها بالدفئ بينما كانت تهتز بين يدي و دموعها تأبى التوقف، بقيتُ على تلك الحالة لمدة

وددّتُ البقاء بتلك الوضعية لمدة أطول لولا رائحة المشروب التي باتت كريهة بحق أنى يشربون ذلك السم؟

خرجت معها من الملهى بينما لم افكَّ وثاق يدها فتوقفت

" أنا آسفة على ذلك، آسفة لجعلِكَ تقلق "

قالت و عادت للبكاء فأقتربت منها احتضنُها أحاول تهدئتها بينما اُمسِّد على شعرها بخفة، لاحظت ارتجافها بسبب برودة الجو و أنها لا ترتدي شيئاً يدفئها فخلعتُ السُترة و وضعتُها على جسدِها و أحكمتُ غلق ازرارِها

اصعدتها السيارة و اتجهت لمكان السائق أقود أثناء عودتنا للمنزل قرَّبت يدها نحو كفي فأحتضنته، فِعلتُها جعلتني أنظر نحوها عندها ابتسمت فأحطتُ أنا أيضاً يدها و بقيتُ أطالع عيناها الآسرة

ففي عيناها لغزٌ لا يستطيعُ أحد تفسيره.

..

Warmth || دِفـــئ Where stories live. Discover now