| 4 |

2.7K 239 50
                                    

أكثرُ الأشياء إرهاقاً للنفس هو كِتمان ما نحن بحاجة لقولِه

..

نجلسُ على مائدة العشاء بعد نصفِ ساعة من قدومي إلى هنا

منزلٌ كبيرٌ جداً لا يسكنه سوى جسد حسناء صغيرة في السابعة عشر من العمر! إني بالكادِ أصدق بأنها قاصر

ملامحها الهادئة الجاذبة للأنظار الحزينة الباهتة، كانت بالكادِ تأكل حيث كانت تُقلِّب الطعام داخل الصحن بتملل

أحسستُ بوحدتِها التي تعيشها علماً بأني و لأول مرة أراها فيها، لم أكن أعلم بأن ليِّ إبنةُ عم تُنافس الجمال ذاتِه

استجمعتُ قوى خمسين عام و أنا في الثالث و العشرين من عُمري لأقول لها 'مرحباً' على عتبةِ الباب

أودُّ معرفة الكثير عنها بالفعل، اهتماماتُها، طموحاتِها، أحلامِها و الكثير الكثير...

لكن لِمَ علاماتُ البؤسِ و الحُزن تملئ مَحياها؟ أوليست مسرورة في مكوثي معها! أأنا عبئ على عاتقِها؟

بُهوتٌ كبير يملئ تفاصيلِها و أودُّ أن أعلم ما سببه حقاً
أودُّ إخراجها من أي حُزن يملئ قلبَها لكن أجهل كيف؟ كما أنني خائف من رفضها إن علمت برغبتي لمساعدتِها

" إذاً ميلينا ما الذي تنوين فعلَه بعد تخرجُكِ من الثانوية؟ في أي جامعة تودين الدخول "

نبستُ اجتذب اهتمامها مع إني لا أحبُّ الدخول في المحادثات و لا أحبُّ الكلام لكنّي شعرت بأنه عليَّ ذلك الآن

" لا أعلم رُبما قد أدخل جامعة طب الأسنان! "

همست بخفة، شعرتُ و كأنها بالكادِ استطاعت تكوين أحرف تلك الجملة

البحَّة كانت تملئ صوتها، شعرتُ و كأنها على شفا البكاء تحاول حبس دموعها في حضرتي
يا ترى ما الذي تُعانيه هذه المراهقة من آلام؟

" أستأذنكَ أودُّ الذهاب لغرفتيِّ، أكمل طعامكَ على مهلٍ و إن احتجت لشيء فقط نادي على بيلّا و ستكون حاضرة "

بثواني فقط غادرت المائدة لتجعلني أنظر لها بهدوء، يبدو إن لدينا مُراهِقة تعاني الكثير هنا وسط منزل كبير!

فقط أعطيني الوقت و أفتحي ليِّ قلبُكِ و سأعطيكِ ما تتمنين؛ أعدُكِ~

..

قايز، أحب بيكهيون 😭❤

Warmth || دِفـــئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن